ما هو علاج التشنج العصبي والوسواس القهري؟

2021-01-17 04:39:16 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
ابني عمره 9 سنوات اصيب بداء الثعلبة مذ شهرين وفقد معظم شعره وحاليا ماشيين على بروتوكول علاج وهو حقن بيتافوس كل شهر حقنة واخذ منها 2 وباقي حقنة واحدة مع وجود بخاخ مينوكسديل علي فروة الرأس يوميا عند العرض علي طبيب الجلدية أفاد بأن السبب نفسي.

بالفعل علمت بعدها أن ابني عنده وسواس قهري بسبب الطهارة والصلاة، ولكن لم نعرضه علي طبيب نفسي ونحاول معه سلوكياً، والدعم الأسري وهكذا ولكن لا يوجد نتائج إلى الآن والأمر يزداد سوءاً.

منذ 3 أيام أصابه خلال النوم حالة تشنج عصبي استمرت لدقائق، وعندما آفاق وجدناه مدركاً لما حدث، ويسمع ويرى من حوله دون القدرة علي الكلام أو التحكم في جسده، وقال لا تخافوا أنا الذي عملت هذا، ولا تقلقوا.

طلبت منه أن يكرر الذي عمله وما عرف يكررها، علماً أنها كانت حالة تشنج فعلاً يصعب تمثيلها
في نفس اليوم، عرضناه على طبيب أمراض مخ وأعصاب، وأفاد أنها حالة صرع ولا بد من أخذ علاج رغم أن الحالة -ولله الحمد- لم تتكرر، وكتب له دواء تيراتام قرصين صباحاً ومساءً كل قرص 500 ودواء آخر للاكتئاب اسمه فافرين 50 قرصين أيضاً يومياً.

لا أدري هل هذه الجرعة عالية وهو طفل صغير، صراحة ذهبت لطبيب آخر وطلب رسم مخ ورنين مغناطيسي، وتم حجز موعد لإجرائهما.

السؤال لو تكرمتم: هل حقن الكورتيزون تسبب تشنجات؟ وهل حالة تشنج واحدة تشخص على أنها مرض الصرع؟ وهل مريض الصرع يدرك ويتذكر النوبة؟ وفي حال ثبت لا قدر الله أنه مريض بهذا الداء فهل جرعة العلاج هذة مناسبة؟ وهل الوسواس القهري يسبب تشنجات؟ وهل يوجد علاقة بين كل ما طرأ عليه وبين فقدانه شعر رأسه؟

هل يوجد احتمالية لوجود سحر أو مس لا قدر الله؟

آسف للإطالة وكثرة الأسئلة، ولكني مشتت وقلق، وأخاف من أن نعطيه دواءً للتشنجات قد يؤثر عليه في حال خطأ التشخيص.

جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لابننا هذا الشفاء والعافية.
أخي الكريم: بالفعل حالة التشنج الليلي التي ظهرت لديه من المفترض أن يتم إجراء تخطيط للدماغ، ويا حبذا أيضًا لو كان هناك عمل صورة بالرانين المغناطيسي، وأنت الحمد لله تعالى اتخذت الإجراء وقابلت طبيبًا آخر، وقد قام بهذه الإجراءات.

طبعًا معظم الأطباء يتفقون أن نوبة تشنُّجية واحدة ليست سببًا كافيًا أن نبدأ الأدوية المضادة للصرع، لكن بعض الأطباء لهم تجاربهم الخاصة، وقد يميلون للبدايات المبكّرة للأدوية.

الشيء المتفق عليه عالميًا والذي يقوم على الدليل هو أنه على الأقل يجب أن تحدث نوبتان بصفات مُعيّنة يكون قد شهدها شخص يستطيع أن يصفها بدقة، في هذه الحالة حتى ولو كان تخطيط الدماغ سالبًا يجب أن يتم بداية العلاج.

مع احترامي الشديد – أخي الكريم – للطبيب الذي بدأ الأدوية، وأنا أحبُّ أبدًا أن أعلِّقُ سلبًا على زملائي الأطباء: جرعة الـ (تيراتام Tiratam) والذي يُعرف باسم (كيبرا Keppra) ويعرف علميًا باسم (ليفيتيراسيتام levetiracetam) دواء معروف، دواء متميز لعلاج النوبات الصرعية، بصدقٍ وأمانة الجرعة كبيرة نسبيًّا كجرعة بداية، وهذا الدواء يجب أن نبدأ به تدريجيًا، لأن البداية بالجرعات الكبيرة قد تؤدي إلى عصبية شديدة لدى الطفل، وهو أمر غير محبذ.

الأمر الثاني: بالنسبة للـ (فافرين Faverin) : يفضل أن يُعطى كجرعة واحدة مساءً.

أنت الآن من الأفضل لك أن تواصل مع الطبيب الذي طلب الفحوصات، وأنا متأكد أنه سوف يوجّه العلاج بصورة أفضل.

حقن الكورتيزون لا تسبب التشنُّجات من وجهة نظري، لا أعتقد أنها السبب في هذا الأمر.

طبعًا سؤالك الثاني قد أجبتُ عليه، أن تشنج واحد معظم المحافل العلمية القائمة على الدليل لا تعتبر الأمر صرعا.

مريض الصرع غالبًا لا يُدرك طبيعة النوبات نفسها، قد يُدرك الأشياء التي حدثت ما قبلها.

بالنسبة لجرعات الأدوية – أخي الكريم -: لا أقول لك أنها جرعات سِمِّيّة لكنها كبيرة نسبيًا كجرعة بداية، ودائمًا أدوية الصرع تُحسب جرعتها حسب وزن الإنسان.

الوسواس القهري لا يُسبب أي تشنُّجات، وأنا أطمئنك أن هذه الوساوس غالبًا تكونُ عابرة لدى الصغار.

بالنسبة لما حدث له وإن كان لذلك علاقة بفقدان الشعر: لا أعتقد ذلك، وإن كان كثيرًا من الأطباء يربطونها بين الحالة النفسية وداء الثعلبة، لكن أنا لا أعتقد أن لهذا رابط مُعيّن، ويجب ألَّا نشعر الطفل أنه لديه مشكلة نفسية حقيقة.

هل يوجد احتمالية وجود السحر أو المس؟
أخي الكريم: نحن نؤمن، أنا شخصيًا أؤمن بوجود العين والسحر والمس، لكن أؤمن أيضًا أن هذه الحالات في معظمها حالات ذات طابع طبي، وأفضل أن يُرقى هذا الطفل بالرقية الشرعية، ويمكن أن ترقيه أنت بنفسك، وفي نفس الوقت يكون تحت المتابعة والرعاية الطبية.

إن شاء الله تعالى تطمئن عليه كثيرًا أخي الكريم، وأتفق معك أن من الأفضل ألَّا تعطيه دواء للتشنُّجات، الكيبرا دواء قوي وله بروتوكولات معينة، وله بعض الآثار الجانبية، وإن كان دواءً رائعًا جدًّا، والبداية يجب أن تكون بجرعات صغيرة، وأنا أعتقد أن الطبيب الذي طلب منك الفحوصات ربما يكون منهجيته الأفضل مع احترامي الشديد جدًّا للطبيب الآخر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net