القلق التوقعي يفسد علي حياتي، فما العلاج؟

2021-09-27 00:02:30 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

أنا شاب أبلغ من العمر حوالي ٢٧ عاما أو ٢٨ عاما، سأشرح لكم مشكلتي بإيجاز ووضوح علني أجد العلاج عندكم بعد توفيق الله.

قبل عدة سنوات أصبت بمرض القلق التوقعي فأصبحت أحمل هما لكل شيء وقد لا أستطيع النوم إذا كان هناك حدث في اليوم التالي، وأحاول أن أتجنب الوعود مع الأشخاص بسبب القلق الذي ينتابني إذا كان هناك موعد، وظلت هذه الحالة فترة طويلة من الزمن، ثم أصبحت الحالة أفكارا مرضية مثلا أخشى حدوث موقف معين مع صديق لي أو أشعر أن بعض الأقرباء المعينين يتربصون بي أو أنهم سيقومون بضربي حتى أفقد بصري وأنا لم أرهم منذ أعوام، وأن بعض المواقف ستحدث إذا سافرت إلى بلادي والتقيتهم، وأنهم سوف يتنمرون علي.

أخشى أن أقود السيارة وأصاب ببعض الأفكار الوسواسية بالرغم من أنني أملك رخصة قيادة وكنت أقود مسبقا، والآن لا أمتلك سيارة بسبب أنني لست محتاجا لها، وقبل فترة أصبت بعدم تركيز مصحوب بنوم سيئ من حيث الجودة، وعند الدخول في النوم تأتي أفكار تمنعني النوم.

ذهبت إلى المستشفى لفحص فيتامين د ووجدت هبوطا حادا بنسبة ١٣، أخذت حبة ٥٠٠٠٠ أسبوعيا تحسن النوم بشكل ملحوظ، وأصبحت أنام بسهولة وبعمق ولكن لازالت الأفكار التوقعية موجودة، وعندما تأتي فكرة أصاب بنوبة قلق أَو هلع لكن أستطيع الحفاظ على توازني.

ملاحظة: علاقاتي الاجتماعية جيدة وأنخرط بسهولة في الحديث مع الناس، ولا ينتابني رهاب أو أي شيء، وقوي الملاحظة، وأستطيع التفاوض مع الناس، ولدي قدرات في الإقناع، المشكلة تتعلق بالمواعيد.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الفتاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: أنت أوضحتَ حالتك بصورة جيّدة، وبالفعل الذي لديك هو نوع من القلق النفسي، الجانب التوقُّعي فيه أكبر، ونوعية الأفكار التي تُعاني منها هي أفكار وسواسية ذات طابع ارتيابي، أي أنها مصحوبة بشيء من الشكوك والظنون السيئة، ولا أظنُّ أنها وصلت للمرحلة الذُّهانية، بمعنى آخر: الحمد لله لا يُوجد عندك مؤشّر لأي مرض عقلي.

لكن هذا النوع من الوساوس قطعًا يحتاج لعلاج دوائي – أيها الفاضل الكريم – وذلك بجانب التطبيقات السلوكية التي تقوم على مبدأ: تجاهل الوسواس، وعدم الخوض في نقاشه أبدًا، تحقيره، وهذا قطعًا سوف يجعله أضعف وأقلَّ إلحاحًا واستحواذًا.

أخي: أيضًا تجنُّب الفراغ مهمٌّ جدًّا، أن تستفيد من وقتك بصورة جيدة وفاعلة، هذا أيضًا يُعتبر قيمة علاجية كبيرة، لأن الوسواس والقلق والتوتر السلبي يتصيّد الناس من خلال الفراغ الذهني والفراغ الزمني.

أخي: قطعًا ممارسة الرياضة نعتبرها الآن أمرًا جوهريًّا ووسيلة علاجية ممتازة لعلل النفس والجسد، فيا أخي: احرص على ذلك، واعط نفسك نصيبًا. كن حريصًا على العبادات، خاصة الصلاة في وقتها، يأتيك إن شاء الله من ذلك خير كثير. وكن دائمًا في جانب التفاؤل – أخي الكريم -.

أنت الحمد لديك مقدراتٍ معرفية عالية – كما تفضلتَ – ولديك أيضًا قدرة على التواصل الاجتماعي مع الناس، وهذه مهارات يفتقدها الكثير من الناس، وإن شاء الله من خلالها تتطوّر أكثر وبصورة إيجابية.

أنا أنصحك بتناول عقار (اسيتالوبرام)، من الأدوية الممتازة والسليمة، لعلاج القلق والتوترات والمخاوف والوساوس، كما أنه يُحسِّنُ المزاج، وهو ليس إدمانيا أبدًا. أنت تحتاج له بجرعة صغيرة، عشرة مليجرام يوميًا، لكن تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناول هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تناوله بجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعل الجرعة خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله.

السيبرالكس – أي الاسيتالوبرام – يمكنك أن تتناوله نهارًا، وهنالك دواء داعم يُسمَّى (رزبريادون) أريدك أن تتناوله بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله. الرزبريادون بالفعل سوف يقضي تمامًا على كل الأفكار الارتيابية الوسواسية، وله حقيقة خاصّية أنه يدعم أيضًا فعالية السيبرالكس.

بارك الله فيك – أخي الكريم – وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net