أحب زوجي لكنه يتعامل بالربا.. فكيف أمنعه من ذلك؟

2021-11-15 01:17:46 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ ست سنوات ونصف، ولم أرزق بأطفال حتى الآن، لدي مشكلة وهي أن زوجي مسرف ولا يدبر من ماله شيئًا، هذا أمر اعتدت عليه، لكن ما ينغص أيامي أنه استخرج بطاقة بنكية للمشتريات، وهذه البطاقة تتيح له سحب مبالغ نقدية يسحب منها، وقد تكون المبالغ صغيرة، ولكن مع عدد المرات يتراكم مبلغ لا بأس به ويضاف إليه فوائد ربوية، فعند السداد يسدد مبلغا أكبر.

تكلمنا كثيرا في هذا الأمر، وقد كنت غافلة أن هذا يدخل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:" لعن الله آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه"، ولما تنبهت تكلمنا في الأمر مرارا وتكرارا، وقد عاونته على تسديد المبلغ كاملا، ووعدني أنه لن يسحب مرة أخرى فإذا به يسحب ويوهمني أنه اقترض من صديق له.

أنا أخاف عليه من الوقوع في الحرام، وخصوصاً اقتراضه لأشياء يمكن أن تؤجل، أو نستغني عنها بنظير لها أقل في السعر، وهكذا...

أنا الآن أفكر في ترك المنزل، ومساومته علي الانتهاء من هذا الأمر، وأن يحاول تقليل نفقاته وأن نتعايش بما قسم الله لنا، فما رأيكم؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا الفاضلة وأختنا الكريمة، وشكرًا لك على هذا الحرص على الحلال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، وأن يُصلح الأحوال.

سعدنا جدًّا بهذه الاستشارة التي فيها حرصٌ على الحلال، فإن اللقمة الحرام تُبعد عن الطاعات وتُبعد عن طاعة الكبير المتعال سبحانه وتعالى. استمري في نصح الزوج، وحذّريه من هذا الطريق، واجتهدوا دائمًا في أن تكون الأمور مبسّطة، وتجنّبوا الإسراف، فإن المسرف يُضيع أشياء كثيرة، وما رأيتُ سرفًا إلَّا وإلى جواره حقٌّ مُضاع، وهناك نهيٌ عن الإسراف ونهي عن التبذير؛ لأن المبذرين إخوان الشياطين، كما جاء في كلام رب العالمين.

وعليه: أرجو أن تستمري في النصح له، وفي تقليل تكاليف مشتريات المنزل، وتدبير المعيشة، وانصحي له، وبيّني له أن هذا الأمر سيدخل عليكم الشؤم، وسيدخل عليكم المشاكل، فإن للمعاصي شؤمها وثمارها المُرَّة، وكم من بيت ضاع وضاعت الطمأنينة لمَّا دخل أهله في عالم الربا والمعاصي، فالمعاصي لها آثارٌ خطيرة، وأنت على خير، ولكن لا نُؤيد ترك المنزل أو إنهاء العلاقة، لأننا نريد أن يستمر النصح، واحتسبي أجرك عند الله، واستبشري بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمر النعم) فكيف إذا كان الرجل هو زوجك وحبيبك الذي اختارك، ونسأل الله لنا ولكم الخير.

حاولي دائمًا أن تُرتبي، والمرأة لها دور كبير جدًّا في تدبير أمر المنزل، وفي توفير الاحتياجات، نسأل الله أن يوفقكم وأن يرفعكم عنده درجات.

www.islamweb.net