كيفية التغلب على مشاعر الخوف من الكلاب

2006-02-19 13:15:09 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شابٌ في العشرين من عمري، وأعاني من مشكلة مزعجة ومزمنة، تتلخص في إحساسي بالخوف ‏الشديد من مجرد رؤية كلب ضال بالطريق‎، وبالرغم من يقيني من أنه لا يؤذي أحداً بل ينبح فقط، وأنه لن يهاجمني، إلا أنني أفقد السيطرة على نفسي ‏من شدة الرعب الذي أشعر به.‏

طبعاً هذا يسبب لي الانزعاج والإحراج، داعياً الله تعالى أن يجعلكم سبباً في إنهاء هذه المشكلة المزعجة.‏

وشكراً لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

المخاوف من الأمراض أو العلل النفسية العصابية تنقسم إلى عدة أقسام، منها: ما يُعرف بالمخاوف الخاصة، ومنها الخوف من الحيوانات، وفي معظم الحالات يكون الخوف من الحيوانات التي عُرف أنها ربما تُهاجم الإنسان أو ربما تؤذيه، ومنها الكلاب.

أرجو أن أؤكد لك أن هذا الخوف ليس جبناً أبداً، ولا داعي للارتعاش، والمخاوف تُعالج بطريقة علمية تُعرف باسم (المواجهة) والتي تؤدي إلى فك الارتباط الشرطي، أي إلى إضعاف الخوف وإزالته.

إذن أيها الأخ الكريم: عليك أن تواجه هذه الكلاب بالتفكير فيها، وأنها مخلوقة من مخلوقات الله.

عليك أن تتخيل أن لديك كلب صيدٍ تأخذه وتطعمه، أو لديك كلب حراسة، أيضاً تعتني به، تخيل ذلك، لمدةٍ لا تقل عن نصف ساعة، ولا بأس أيضاً من أن تقرأ عن هذه الكلاب وأنواعها وأشكالها، ولا تتجنب في تفكيرك إذا أتيت من خلال قراءتك على أنها مؤذية ومضرة وأنها مفترسة.

أرجو أن تتمعن وتستمر في الخيال الذي يتكلم عن سوئها وافتراسها، وهذا إن شاء الله سوف يُضعف هذه الفكرة، وبعد ذلك تبدأ في التطبيق العملي، بأن لا تتجنبها مطلقاً، وأن تحاول مواجهتها، وفي وقت هذه المواجهة، أو إذا كنت تسير في الطريق مثلاً واعترضك كلب، عليك أن تأخذ نفساً عميقاً، وأن لا تتجنبه، حتى ولو بدأ في النباح، أو اعتقدت أنه يريد أن يهاجمك.

إذن: هذه المواجهة الفكرية أو ما يُعرف بالمواجهة في الخيال، مع التطبيق العملي، تُضعف إن شاء الله تعالى المخاوف بدرجة كبيرة.

لا بأس أبداً أن نصف لك أيضاً أحد الأدوية البسيطة التي ذكر أنها تضعف من هذه المخاوف الخاصة، هذا الدواء يُعرف باسم تفرانيل، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل حبةٍ واحدة من فئة 25 مليجرام تأخذها ليلاً لمدة أٍسبوعين، ثم ترفعها إلى 50 مليجرام بعد ذلك، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة مرةً أخرى إلى 25 مليجرام ليلاً، وتستمر في تناولها لمدة شهرين، ثم بعد ذلك تتوقف عن تناولها.

إن شاء الله بهذه الوسائل العلاجية السلوكية، وتناول الدواء ستجد أن هذه الظاهرة قد اختفت تماماً، ولابد أن تسعى لعلاجها؛ لأن بعض الدراسات تُشير أن عدم مواجهة المخاوف ربما تؤدي إلى ظهور مخاوف أخرى، ولكن الإنسان إذا عالجها أول بأول فلن يظهر عليه شيء من ذلك بإذن الله.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net