ما هو أفضل دواء لنوبات الاكتئاب الشديدة؟

2022-04-21 04:15:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من الاضطراب ثنائي القطب منذ 8 سنوات، كنت أعاني من نوبات اكتئاب شديدة تبدأ من الخريف وتنتهي مع اقتراب فصل الربيع، بحيث لا أستطيع النوم، وأشعر بالخوف وعدم الثقة بالنفس، كما أعتزل المجتمع.

تبدأ نوبة الهوس والفرح الشديد من الربيع إلى الصيف، وتكون أقوى في الربيع، بحيث أصبح أشعر بأني إنسان متميز، وذو كاريزما وقوة تميزني أنا فقط، كما أصبح اجتماعياً جداً.

بعد أن بدأت العلاج منذ 5 سنوات، وصف لي الطبيب نوزينون ( قطرات للنوم) و (ابيليفاي) و (اريبيبرازول) 15 ملغ، ولا أتذكر الدواء الآخر.

بعد فترة توقفت عن تناول نوزينون، وأضاف لي الطبيب ديباكين كرونو 500 ملغ، و زولوفت.

بعد مدة انتفخت ساقاي بسبب ديباكين كرونو، فأخبرني الطبيب بأن لا أتناوله، وأتناول فقط ابيليفاي، ثم قمت بتغيير الطبيب المعالج لسبب أو آخر، بعد علاج دام سنتين، بحيث أعطاني الطبيب الجديد دواء ابيليفاي 10 ملغ حبة واحدة في الليل.

الآن -الحمد لله- أنام بشكل عادي، ولكن ما زال لدي القليل من الخوف، وانعدام الثقة بالنفس، كما أنني كلما جاءتني فرصة عمل أتهرب وأجد أعذاراً.

الآن لدي سؤالان: الأول وهو: هل ابيليفاي 10 ملغ حبة واحدة كافية للعلاج؟

السؤال الثاني وهو: هل أستطيع القيام بنشاط مهني بشكل عادي؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً وبالله التوفيق والسداد، أخي أنت مدرك تماماً لحالتك ويظهر أنه نوع من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثانية، فأنت مستبصر وأنت مدرك وكل النوبات الانشراحية الاكتئابية الحمد لله لم تصل إلى مرحلة الذهانية هذا شيء طيب جداً.

بالنسبة للعلاج أخي التجربة الشخصية مع الأدوية مهمة جداً، وأنت تجربتك رائعة جداً مع الإبليفاي، والإبليفاي الذي يعرف باسم اريببرازول بالفعل هو دواء رائع لأنه لا يزيد الوزن، لا يؤثر على الهرمونات خاصة هرمون الحليب وله فوائد كثيرة جداً، جرعة الـ 10 مليجرام حقيقة هي جرعة وقائية أكثر مما هي جرعة علاجية، لكن ما دمت قد استجبت لها فأعتقد أن هذا شيء ممتاز، هذا شيء إيجابي جداً، جرعة من الإبليفاي قد تصل حتى 45 مليجراما في اليوم، فنمط السلامة فيه كبير جداً.

أنا أعتقد أنك تستمر على هذه الـ 10 مليجرام جيدة جداً، والحقيقة من الأشياء أيضاً الإيجابية والتي تثبت أن التجربة الشخصية للإنسان مع الدواء أهم من كل ما يكتب في الكتب، قصدت بذلك أن الإبليفاي دواء ينصح باستعماله في أثناء النهار، لأنه قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم لدى بعض الأشخاص، لكن بالنسبة لك أنت الحمدلله تعالى تناوله ليلاً إيجابي جداً، فاستمر على نفس هذا النسق لأن الساعة البيولوجية لديك هي مكيفه على هذا الأساس، فالجرعة أخي الكريم هي جرعة وقائية جيدة، واستمر عليها دون أي محاذير.

يمكنك أن تتواصل معنا في أي وقت أو مع طبيبك المعالج إذا كانت هنالك حاجة لذلك، بالنسبة يا أخي الكريم لسؤالك الثاني وهو سؤال مهم جداً جداً، نحن دائماً على قناعة كاملة بأهمية ما نسميه بالتأهيل وإعادة التأهيل، إعادة التأهيل يقصد به أن يستعيد الإنسان مقدراته ومهاراته السابقة التي ربما يكون قد افتقدها من خلال المرض، وهذا هو إعادة التأهيل.

أما التأهيل هو أن يكتسب الإنسان مهارات جديدة ومقدرات جديدة أصلاً لم تكن لديه، وعلى ضوء ذلك يا أخي أنا أعتقد أنه ليس هنالك أي شيء يمنعك من أن تكون لك أنشطة مهنية، فأنظر يا أخي لما يناسبك من عمل، بل أنا أحتم على أهمية العمل، لأن العلاج بالعمل أيضاً هو أمر ضروري جداً، الفراغ والخمول وعدم الدافعية والإيجابية له تبعات سلبية جداً على الصحة، فيا أخي أنا على ثقة تامة أنه يمكن أن تقوم بنشاطات مهنية وعليك يا أخي أن تبحث عن عمل، طبعاً قد تكون هنالك بعض التحوطات البسيطة يعني ابتعد من الأعمال التي يكون فيها نزاعات وضغوطات من هنا وهناك، هذا بقدر المستطاع.

لكن أنت رجل كفء ولديك المقدرة، أعتقد أن تنجز مهنياً واجتماعياً، وأسرياً، وليس هنالك أبداً ما يمنعك من أن تعيش حياة إيجابية حياة طيبة حياة جميلة.. اسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير أخي الكريم، وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

www.islamweb.net