هل أعود لزوجي رغم تدخلات أمه؟

2022-06-20 04:20:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا امرأة متزوجة منذ 7 أشهر، وحامل في الشهر الرابع، أسكن مع أهل زوجي، وعندما تحدث أي مشكلة حماتي تنقلب علي، فذهبت إلى بيت أهلي لمدة شهرين، وبعدها أرجعني زوجي، ولكني صارحته أنني لن ألقتي بأخته؛ لأنها جرحتني بالكلام، وفعلا ذات يوم جاءت فبقيت في غرفتي دون أكل، وحماتي لم تسأل عني حتى، بل جاءتني في اليوم الثاني، وقالت لي: هذا بيت ابنتي، وتأتي في أي وقت، وإذا تريدين المشاكل اذهبي إلى بيت أمك، ولا تبقي عندي.

اتصلت بأخي ليأخذني، وأختي لتحضر لي الحقائب كي أجمع ملابسي، وحماتي خرجت، ولما جاءت أختي وبدأت أجمع ملابسي أخت زوجي اتصلت بأمها فعادت فورا، وبدأت تصرخ، وأرادت أن تصفعني، وضربت أختي، وبدأت تقول كلاما سيئا، ومنعتني أن آخذ ملابسي، واتهمتني أنني سرقت مال زوجي،
وفي لحظة غضب عندما عايرت أمي حاولت أن أضرب حماتي فطردني زوجي الذي كان حاضرا عندما أرادت أمه وأخته ضربي، وبعدها بيومين اتصل زوجي بأخي لكي أحضر مع المحضر القضائي وآخذ حاجياتي من البيت، فوجدت أن حماتي أخذت كل الهدايا التي قدمتها لي.

من فضلك يا شيخ هل الحل الآن أنني أعتذر، وهل يحق لزوجي أن يرغمني على العودة للسكن معهم؟ مع العلم أنني أحب زوجي، وقدمت الكثير من التنازلات.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ انتصار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُعينك على السعادة والاستقرار، وأن يهدي هذه الحماة، وأن يهديكم جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا شك أن الشيطان حضر في هذا الشجار، والشيطان عدوّنا همّه أن يُخرّب البيوت، بل ينصب عرشه على الماء ليبعث سراياه، وأكثر ما يفرح به من أجناده هو الذي ينجح في التفريق بين الزوجين، ما حصل من الإشكالات واضح أن الشيطان كان له فيه دورٌ كبير، ونحن ننصحك بعد هدوء العاصفة أن تنظري إلى المصالح العُليا، مصلحة هذا الجنين الذي في بطنك، مصلحة هذا الزوج الذي تُحبينه، وأحسبُ أنه يحبُّك أيضًا، ولكن وجد نفسه في موقف مُحرجٍ، فالأم هي الكبيرة التي ينبغي أن تُطاع، رغم أنها أخطأت، رغم أن الأمر فيه قسوة واضحة، ولكن تأكدي وتذكري أن هذه الحياة لا يمكن أن تمرّ دون صعاب، خاصة في بداياتها، خاصة في شهورها الأولى، وأنت في فترة غير كافية تمامًا للتعرُّف على الزوج وأهله، وصادف مع ذلك أيضًا وجود هذا الحمل الذي يجعل عندك الضيق والوحم والإشكالات التي تواجه المرأة خاصة في الحمل الأول، والفتاة تخوضُ تجربة جديدة.

فلذلك أرجو تهدئة الأمور، والانصياع لزوجك، والاستماع لكلامه، واعلمي أن الاعتذار لا يضرُّك في شيء، فهذه امرأة كبيرة وفي مقام أُمّك، فقدمي مصلحتك ومصلحة حياتك ومصلحة زوجك ومصلحة هذا الجنين الذي في بطنك، قدّمي هذه المصالح على غيرها من المصالح، واعلمي أن الله تبارك وتعالى سينصرك ويؤيّدك، لأننا حقيقة كنّا نتمنّى في مثل هذه الأمور أن تتريثي، ثم تتواصلي مع الموقع حتى يكون القرار صحيحًا، فالطريقة التي جاءت بها الشقيقة وجاء بها أهلك ليأخذوك ويجمعوا؛ هي طريقة بلا شك فيها استفزاز للأسرة، فيها إحراج لهم، حتى ولو كان عندهم خطأ، حتى ولو كان عندهم قسوة، فإنه من الصعب على الناس أن يقبلوا مثل هذا الموقف، وبالتالي ما حدث بعد ذلك من عدوان منك أو منهم؛ هذا كلُّه لا يُرضي أحدًا، ولكنّها نتيجة لهذا الخصام الذي حدث، والشيطان يحضُرنا عندما نغضب، لأن الغضب من الشيطان، ووصية النبي صلى الله عليه وسلم للرجل (لا تغضب) والرجل يقول: (زِدْني) فيقول: (لا تغضب)، لأن الغضب ركن من أركان الشر.

فتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، وحاولي أن تُرتبي حياتك بوضعٍ جديد وترتيب جديد، وحافظي على علاقتك بزوجك، وإذا رجعت إلى بيت الزوج فمن حقك أن تكون لك ضمانات، وأن تبدئي صفحة جديدة، وأرجو أن يكون للعقلاء والعاقلات - من الخالات والعمّات والكبار - يكون لهم دور في إصلاح هذا الوضع.

ونسعد جدًّا بأن يتواصل الزوج مع الموقع حتى نعرف وجهة نظره، حتى يسمع التوجيهات في مثل هذه الحالات التي تشتد فيها غيرة الأم، وتكون فيها الأخت موجودة، حتى نعلمه الطريقة التي ينبغي أن يتعامل بها مع هذا الوضع.

وننصحك بعدم الاحتكاك معهم، وعدم الرد على كل كلمة، وتقديم حياتك - كما قلنا - ومصلحة زوجك والاستقرار، واعلمي أن هذا الزوج سيحرج جدًّا إذا لم يقف مع أهله، ليس لأنهم على صواب، لكن لأن الوالدة مقدمة، ولأنها الكبيرة، ولأن ذلك يُتعبه ويُتعبك، إذا حاول أن ينحاز لك انحيازًا تامًّا فإن هذا ممَّا يجلب لكم مزيدًا من الأتعاب، ونتمنّى أن يكون لأهلك العقلاء والفضلاء دورٌ في تشجيعك على العودة إلى حياتك وإلى بيتك، والاستفادة من أخطاء الماضي، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك السلامة.

سعداء جدًّا بهذا التفكير، وبأنك لا تزالين تحبين زوجك، وقدّمتي تنازلات، والآن نطالبك بمزيد من هذه التنازلات من أجل مصالح عُليا، واعلمي أن الإنسان يربح عندما يدفع بالتي هي أحسن، فكوني دائمًا الأفضل، وكوني دائمًا الأعقل، ونسأل الله لنا ولك التوفيق، ونحن طبعًا نشيد بكل مَن تتواصل مع الموقع في مثل هذه الأحوال، ونؤكد أنها تطلب الحكم الشرعي، والشريعة دعوة إلى الخير، ودعوة إلى البر، ودعوة إلى الصبر، وكل هذا لا يمنع من بناء الحياة الزوجية على أسس، وسد الأبواب التي يأتي منها الشر.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والاستقرار والسداد.

www.islamweb.net