أسباب الانتكاسات المرضية بعد التوقف عن تناول أدوية الاكتئاب وعلاجها

2006-03-18 18:49:59 | إسلام ويب

السؤال:
أعاني من اكتئاب جاءني فجأة منذ سنتين، وإلى الآن ما زال مستمراً، لكن طبيعتي تميل إلى الوسواس والخوف، فذهبت إلى طبيب نفسي كتب لي دواء (فيفارين) لمدة سنة، وبعدها كتب لي (بروزاك)، خلال فترة العلاج أشعر بتحسن، لكن إذا انقطعت عنه أتعب، فأنا أعيش في غربة، متزوجة، ولديّ توأمان، تعبت كثيراً بتربيتهم، علماً أن طبيبي في الأردن وأنا بفلسطين حيث الاحتلال والقهر، فأنا أنتظر الإجازة بفارغ الصبر؛ لأذهب إلى الأردن، حيث أهلي والطبيب المعالج.

أرجوكم ماذا أفعل؟ حيث إن تكاليف الدواء غالية جداً، فهل أستمر بأخذ الأدوية أم لا؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

عودة الانتكاسات المرضية بعد أن تتوقفي عن العلاج هو دليل قاطع بأن لديك الاستعداد النفسي، والاستعداد ربما الفطري، أو المكونات النفسية لشخصيتك تجعلك عرضة وأكثر استعداداً من غيرك لنوبات الاكتئاب والوساوس والخوف، كما ذكرت في رسالتك، وحين تأتي أي ظروف حياتية غير مواتية كالبعد عن الأهل وغيرها -كما ذكر- هذا أيضاً يؤدي قطعاً إلى عودة هذه الأعراض؛ لأن لديك الاستعداد لهذه الحالة.

أرجو أن لا تنزعجي لكلامي هذا مطلقاً، فالاستعداد لا يعني أنك تعانين من مرض وراثي، إنما هو نوع من الميول الفطري لأن تحدث لك مثل هذه الحالة، وقد لوحظ أن مثل هذه الحالات تختفي بمرور العمر -إن شاء الله- أو بتبدل الحياة التي يعيش فيها الإنسان الآن.

أرجو أن تفكري إيجابياً، وأرجو أن تفكري فيما أنت فيه من خير وفي حياتك الزوجية، فهذا -إن شاء الله- يساعدك كثيراً.

بالنسبة للعلاج، يرى معظم علماء النفس والمختصين الآن أنه من الأفضل للإنسان أن يواصل على هذه الأدوية مهما طالت المدة، ونصيحتي لك هي أن تأخذي (البروزاك)، ويمكنك أن تتحصلي على (البروزاك) التجاري وليس الأصلي، وهنالك منتج جيد في الأردن وفي السعودية وفي مصر وفي الهند، توجد منتجات جيدة تجارية من (البروزاك)، وهي أقل تكلفة، عليك أن تأخذيها بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، وحين تتحسن حالتك تستمري عليه لمدة شهرين، ثم بعد ذلك يمكنك أن تأخذيه كبسولة يوماً بعد يوم، هذا -إن شاء الله- سوف يقلل من جرعة العلاج، وسوف يقلل عليك التكلفة أيضاً بإذن الله تعالى.

أرجو أن لا تنزعجي لطول مدة العلاج، فأنت ما تحتاجين له هو جرعة وقائية وليست جرعة علاجية، وأنا مقتنع تماماً أن الدواء والعلاج هو نعمة من نعم الله تعالى علينا، فيجب أن لا نحرم أنفسنا منها، خاصةً أن هذه الأدوية سليمة وليست تعودية، ولا تسبب أي آثار أو ضرر جانبي.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net