أعجبت بزميلي في الجامعة، فما هي نصيحتكم لي؟

2022-12-27 01:20:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَبعد:

أنا طالبة جامعية في التاسعة عشرة من عمري، من بيت ملتزم -ولله الحمد-، وأسأل الله الثبات، لا أعلم كيف أقول ذلك، لكنني أعجبت بزميل لي، الميل القلبي من الأفعال القلبية التي جُبِل الإنسان عليها، وأنا دائمة التفكير في هذا الأمر.

كما أنني أصاب بالتوتر والرجفة والضيق عندما ألتقي به في المحاضرات، علماً بأنه لا يحدث بيني وبينه أي كلام أو سؤال، لكنني معجبة به ودائمة التفكير في الأمر بشكل كبير، لدرجة أنني كرهت الجامعة التي أرهقتني بسبب كثرة التفكير، وحدوث مثل هذه الأمور.

أشعر بالإعجاب به وبشخصيته، ولكنني أيضاً لا أعلم هل هذا الشخص هو المناسب لي؟ فهل هو ذو خلق ودين؟ وهل سيناسبني إن حصل إعجاب متبادل أيضاً من طرفه؟ دائماً أدعو الله أن يكفيني شر التعلق به إن لم يكن هو نصيبي وقدري، وأنا مسلمة لأمر الله عز وجل أن هذا هو الخير لي، وإن لم يحصل بيننا شيء في الشرع والحلال، لكني في الوقت نفسه أشعر بالضيق.

لا أعلم ماذا أفعل حينما أضع احتمالاً أن يكون من نصيب غيري، فأشيروا علي ماذا أفعل؟ الأمر يسبب لي الضيق والتوتر، وأنا كثيرة التفكير.

شكرًا لكم، وتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: إننا نحمد الله إليك تدينك، ونحمد الله إليك أن أعطاك هذا العقل الذي متعك الله به على صغر سنك، ونحمد الله تلك البيئة الصالحة التي أعزك الله بها، وجميل عطايا الله عليك كثيرة تستوجب الشكر، فالحمد لله على ذلك.

ثانياً: هناك بعض الألفاظ التي تتداول وهي مقصودة أن تكون قواعد حاكمة يغتر بها بعض الطيبات من أمثالك، ومن تلك الأقوال: ما رددته في رسالتك حين قلت: (الميل القلبي من الأفعال القلبية التي جُبِل الانسان عليها)، هذه -أختنا- ليست آية ولا حديثاً، بل هذه وسيلة من الشيطان حتى يحسن القببيح، أو يبرر الخطأ، ولو كل إنسان جعل الميل القلبي مجبولاً عليه لا يملك من أمره شيئاً، لهان عليه حتى مجرد التفكير في دفع المعصية، ولوجد من التبرير ما يستمرئ به المعصية، وساعتها ستكون تلك القاعدة مقدمة لتنازل أكبر يبدأ رويداً رويداً.

ثالثاً: أنت -والحمد لله- متدينة، وتعلمين قطعاً أن الزواج رزق مقسوم من الله عز وجل، فمن قدره الله لك زوجاً سيأتيك وأنت معززة مكرمة، فالقدر مكتوب ومقدر من قبل أن يخلق الله السماوات والأرض، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، وهذا الحديث يدفعك إلى الاطمئنان، وعدم الجزع، فما كتبه الله لك سيكون، فأبشري وأملي في الله خيراً.

رابعاً: يطمئنك كذلك أن قضاء الله خير لك مما أردته لنفسك، فالله يختار لعبده الأصلح والأوفق له، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمني الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته، قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم)، وقد أحسنت حين ألمحت إلى ذلك بقولك: (لا أعلم هل هذا الشخص هو المناسب لي؟ وهل هو ذو خلق ودين؟ وهل سيناسبني؟) وهذا عين ما نتحدث عنه، فليس كل صاحب دين يصلح لصاحبة دين، والطباع أحياناً تفسد الزواج وتدمره، ولذلك العاقل من يرد الأمور لله تعالى، ويوقن أن الله هو الذي يختار له الخير.

خامساً: العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه، فلا تنساقي خلف آمال كاذبة ولا أحلام واهمة، فكل هذا سراب خادع -أختنا-، فلا شك أن للشيطان دوراً هائلاً في تضخيم الشاب في عينك، حتى يجذبك من تدينك بهدوء، فانتبهي -أختنا-، فهو أجنبي عنك، لا يحل لك الحديث معه، ولا التفكير فيه، فاستعيذي بالله من ذلك.

أخيراً: أكثري من الدعاء أن يصرف الله عنك الشر، وأن يرزقك الزوج الصالح، سواء كان هذا أو غيره، ولا تفكري في الخاطب حتى يكون خاطباً على الحقيقة، وكلما أتاك الشيطان استعيذي وقولي في نفسك: لو علم الله أن فيه الخير لي لساقه، واستمري في دراستك، ولا تفكري فيه مطلقاً.

هذه وصيتنا لك، ونسأل الله أن يحفظك من كل شر ومكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، والله المستعان.

www.islamweb.net