أقاربي يسخرون مني ويشاركهم أهل بيتي، فماذا أفعل؟

2023-07-18 03:35:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا أعاني من مشكلة، وأرجو منكم الحل، فأنا بعمر 17 سنة، وأكره التجمعات الأسرية والعائلية، فمثلاً عندما يأتينا ضيوف أسلم عليهم، وبسرعة أذهب لغرفتي، أو عندما نجتمع مع أسرتي لتناول وجبة الفطور، أحاول الأكل بسرعة، والابتعاد عنهم؛ لأنهم في كل مرة أجلس معهم يتحدثون عني، ويسخرون من بعض عيوبي، مثلاً بأني نحيف، وصدري فيه اعوجاج، خصوصاً أختي التي تسخر مني لتُضحك الضيوف، وعندما أحاول أن أدافع عن نفسي، تقول أمي: اسكت، فالأمر طبيعي، لا تغضب، بل إنها وأبي يضحكان معهم.

لم أعد أحس بالراحة معهم، وبعض الأحيان أذهب إلى السطح، وأبكي وحيداً، وأتمنى الموت لي أو لهم، حتى أخي الصغير لم يعد يفهمني، ولدي صديق واحد فقط، هو الوحيد الذي أشكو له مشاكلي، وأتمنى فقط أن أكبر، وأحصل على وظيفة، وأتزوج، وأرحل عنهم، لأني لم أعد أطيق السكن معهم تحت سقف واحد، أريد حلاً من فضلكم.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الجليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نأسف لما تمر به من مشاعر صعبة، إن الوضع الذي تصفه يبدو مؤلمًا، ويمكن أن يكون من الصعب التعامل معه، تذكر أننا هنا لنساعدك في العثور على بعض الطرق للتعامل مع هذه القضية، ولكن نرجو أن تتذكر أيضًا أن الأمور الخطيرة والمعقدة -مثل ما تمر به- قد تحتاج إلى دعم من متخصص في الصحة النفسية، مثل طبيب نفسي أو مستشار، خاصة ما يتعلق بالأفكار الانتحارية.

أولاً: عندما تشعر بالحزن أو الغضب، حاول أن تبحث عن طرق صحية للتعبير عن هذه المشاعر، الكتابة في مجلة أو مدونة عبر الإنترنت، أو المشي للرياضة، أو التحدث مع صديق موثوق به، مثل الصديق الذي ذكرته، يمكن أن يكون مفيدًا.

ثانياً: قد تجد فائدة في محاولة التحدث مع أسرتك عن مشاعرك بطريقة هادئة ومتزنة، اختر الوقت الذي تشعر فيه بالراحة، وأبلغهم كيف تشعر عندما يسخرون منك، استخدم "أنا أشعر" بدلاً من "أنت تجعلني أشعر"؛ لتجنب الدفاع عن أنفسهم، ورد الفعل من قبلهم، وللتركيز على مشاعرك، حاول إيصال الرسالة إليهم بأن هذه التصرفات تؤذيك نفسياً، حتى وإن كانوا يظنون أنها لا تؤذيك.

ثالثاً: ابحث عن الدعم خارج عائلتك، قد يكون الصديق الذي ذكرته مصدرًا جيدًا للدعم، ولكن قد تجد أيضًا فائدة في الانضمام إلى مجموعات دعم، أو الحديث مع مستشار في المدرسة، أو البحث عن موارد عبر الإنترنت.

رابعاً: حاول تطوير طرق التعامل مع السلبية، قد تجد التأمل أو التنفس العميق أو غيرها من تقنيات الاسترخاء مفيدة.

خامساً: عليك أن تتمرس على تحمل المتاعب من أهلك، وأن تعتبر هذا العمل لوجه الله تعالى، وأنت مأجور، فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلُم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) وكما ترى فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشد هذا الصحابي إلى الصبر على المتاعب والمصاعب التي يلاقيها من أهله وعشيرته.

سادساً: عندما تشعر بشيء من الضيق والغضب الجأ إلى الدعاء والصلاة، ﴿وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِینَ﴾ [البقرة ٤٥]، فالصلاة والصبر من أعظم الأسباب التي تجعل صاحبها يتحمل المصاعب.

سابعاً: تذكر أنك في سن المراهقة، وهي سن انفجار العواطف والمشاعر، وبالتالي فأنت بحاجة إلى أن تتعلم إدارة الغضب، وإدارة الانفعالات، يمكنك الاستعانة بخبراء ومدربين، كما يمكنك القراءة عن هذه المهارات، ومشاهدة بعض المقاطع والدورات التي تتحدث عن هذه المهارات.

يجب عليك أن تعرف أنك لست وحدك في هذا الشعور، العديد من الناس يمرون بأوقات صعبة مع عائلاتهم، وهناك دعم متاح، إذا كنت تشعر باليأس أو تفكر في الانتحار، يرجى التواصل مع أقرب مرفق صحي أو مستشفى، أو البحث عن مساعدة فورية من مقدمي المساعدة للصحة النفسية.

الرجاء تذكر أن الموت ليس هو الحل، وأن قاتل نفسه في النار، الحياة تحمل الكثير من الفرص والإمكانيات، وتستحق الصراع من أجلها، حتى وإن بدا الوضع صعباً الآن، فالأمور يمكن أن تتحسن.

جزاك الله خيراً، ونتمنى لك الشفاء والصحة الجيدة.

www.islamweb.net