زوجي لا يحبني ولا يعطيني حقوقي، فماذا أفعل؟

2023-11-12 07:18:09 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم
من فضلكم: أنا متزوجةٌ منذ 3 سنوات، أمٌ لطفلة، زوجي لا يحبني، ولا يعطيني حقوقي الزوجية، لا من ناحية العواطف ولا من ناحية العلاقة الحميمية، بعيدٌ كل البعد، طلبت منه الطلاق، لكنه قال إنه لا يرغب في الطلاق، وأنه يحبني (كذباً)، وأنا لا أستطيع أن أستمر مع شخص لا يحبني، فماذا أفعل؟!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه، ونسأله -تبارك وتعالى- أن يُعين زوجك على الوفاء بما عليه، وعليه أن يتذكّر أن الحياة الزوجية لها حقوقٌ لابد من أدائها، ومن أكبرها هذا الجانب العاطفي الذي يُوصل إلى العفاف، الذي هو أحد أهداف الحياة الزوجية الكبرى.

نحن لا نؤيد الاستعجال في طلب الطلاق، لكن نتمنى أن تطوري مهاراتك، وعليه أن يُطور من مهارات العلاقة الخاصة، حتى يتحقق القرب والأنس؛ فإن الإنسان ما تزوّج إلَّا ليحقق هذا الجانب {لتسكنوا إليها} كما قال ربنا العظيم، ثم قال بعدها: {وجعل بينكم مودة ورحمة}.

فواضح من القرآن أهمية هذا الجانب العاطفي، وجانب القرب، وأنت أيضًا ينبغي أن تعرفي أسباب هذا النفور، هل يا ترى هناك أسبابٌ طبيعيةٌ؟ هل مثلاً نستطيع أن نقول: هناك ظروفٌ مرضيةٌ؟ أو يُعاني من مشكلات مالية؟ أو أزمات إدارية؟ أو مشكلات وظيفية؟ لأن هذه تُؤثّر على الرجل، أم يا ترى عنده مفاهيم تحتاج إلى تصحيح؟

نحن نحتاج إلى أن يتواصل معنا أو تتواصلي معنا بعد أن توضحي النقاط الأساسية، يعني: ما هي الإجابات التي يقولها عندما تطلبين منه القُرب؟ عندما تطلبين منه المزيد من الاهتمام؟ عندما تطلبين منه العواطف؟ هل يا ترى أنتم في بيئة لا تُقدّر هذه الأمور، ولا يُعيرها الرجال اهتمامًا؟ لأن هذا إشكال، كثيرٌ من الرجال لا يفهم أن زوجته تحتاج إلى حب مسموع، يُرى ويُسمع ويُلمس، ليس مجرد الحب المكتوم الذي يكون في القلب، والذي لا يظهر إلَّا إذا مرضت الزوجة أو ماتت، وهذا وقتٌ يكون قد فات فيه الفوات.

ولذلك نحن بحاجة إلى أن نعرف السبب في هذا الذي يحدث، ثم ما هي إيجابيات هذا الزوج؟ هذه السلبيات قطعًا خطيرةٌ وكبيرةٌ، لكن حتى نرى الصورة كاملةً من الإنصاف في مثل هذه الأحوال أن نذكر الإيجابيات، أن فيه كذا وكذا، لكن يُقصّر في كذا وكذا؛ لأن هذا يستطيع أن يجعلنا ننظر إلى الصورة كاملةً، وعندها نستطيع أن نحكم؛ فالحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره.

وكونك لا تستطيعين أن تستمري، نحن نرجو أن تصبري قليلاً، خاصة لوجود هذا الطفل، وتحاولي أن تتخذي الوسائل والسبل التي يستطيع أن يلتفت بها إليك، كأن تهتمّي جدًّا بزينتك، تكونين عروسة متجددة، تحاولين أن تتعرضي له، يعني إلى غير ذلك من الأمور التي ربما تُؤثّر على الزوج.

وأيضًا حاولي أن تناقشيه وحاوريه، لتعرفي ما الذي عنده، ولا مانع إذا رفض الكتابة إلينا من أن تكتبي بالأشياء والاعتراضات التي يذكرها، أيضًا طالبيه بمثل هذه الأمور، علمًا بأنها أساسية في العلاقة الزوجية.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net