الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك بالموقع، ونسأل الله تعالى أن يَمُنَّ عليك بالهداية، وأن يصرف عنك شر الشيطان، وشر نفسك.
أنت بحاجة -أيها الحبيب- أن تستفيق من غفلتك، وتنتبه من رقدتك، فأنت تقع في ذنب عظيم، وجريمة كبيرة، وهي تضييع الصلوات، فالصلاة عمود الإسلام، كما قال الرسول ﷺ: «وَعَمُودُهُ الصَّلاة»، وهي البناء والركن الثاني من أركان الإسلام بعد كلمة التوحيد: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، ...»، وهي: «أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ».
وهي سِرُّ سعادتك في هذه الحياة؛ فهي الصلة بينك وبين ربك، فكيف يطيب خاطرك ويطمئن قلبك وأنت تُضيّع هذه الصلوات؟! ومع مكانة هذه الصلاة وعظيم أثرها عليك، وكبير الخطر في تضييعها؛ فهي فريضة سهلة، لا تأخذ منك إلَّا دقائق يسيرة، وهي خمس صلوات فقط في اليوم والليلة، فإذا تذكَّرت ما أعد الله تعالى لك من الثواب على الصلوات؛ فإنه سيسهل عليك أن تحافظ عليها.
فتذكر -أيها الحبيب- أن الصلاة شرعها الله تعالى أولًا طمأنينةً لقلبك، ففيها ذكر الله تعالى، وقد قال سبحانه: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]، وجعلها كفَّارة ماحية لذنوبك وسيئاتك، فقال: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: 114].
وشبَّهها الرسول ﷺ بالنهر الجاري أمام البيت، تغتسل منه كل يوم خمس مرات، لينظف أوساخك وأدرانك، وقال: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا». وهي سبب لحفظ الله تعالى لك، فـ «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ» أي: في حفظه ورعايته، وهي حامية لك في قبرك، كما أخبر الرسول ﷺ بأن العذاب يأتي إلى الإنسان من قِبل رأسه، فتقول الصلاة: «مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ».
وهي سبب لنجاتك يوم القيامة حينما يحشر الله تعالى الناس، فيحشرهم سبحانه طوائف وجماعات، فمن لم يحافظ على هذه الصلاة كان كما قال الرسول ﷺ: «مَعَ قَارُونَ، وَفِرْعَوْنَ، وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ»، وهؤلاء رؤوس المجرمين وكبار الكفار، فإذا أحببت أن تكون مع رسول الله ﷺ، فرسول الله ﷺ يَعرف أمته، وأحبابه بآثار الوضوء لهذه الصلاة.
إلى غير ذلك من المنافع والفوائد التي ستجنيها من محافظتك على هذه الصلوات، وفي المقابل: تضييعك لهذه الصلاة وتفريطك فيها جريمة كبيرة، تجر إليك أنواع الويلات وأصناف العقوبات، فارحم نفسك، واتق الله تعالى في نفسك، وحافظ على هذه الصلاة.
وخير ما نوصيك به: أن تتعرف إلى الشباب الصالحين الطيبين، وتكثر من مصاحبتهم والتواصل معهم، فإنهم خير من يعينك على الثبات على الطاعات.
أمَّا اعتذارك بأنك لا تعرف غسل الجنابة الصحيح؛ فهذا عذر لا يُقبل، فغسل الجنابة أمره سهل يسير: أن يصل الماء إلى كل جسمك الظاهر، فيكفي أن تصب الماء على جسمك من رأسك إلى أسفل رجلك؛ بحيث يصل الماء إلى كل جسدك الظاهر، فهذا هو غسل الجنابة.
جاهد نفسك للتخلص من هذه العادة القبيحة، ما سميته بالعادة السرية، وممَّا يعينك على ذلك:
- أن تحفظ سمعك وبصرك عن المثيرات.
- وأن تمارس الرياضة.
- وألا تكثر من الخلوة بنفسك، فهذه أسباب تعينك.
- وإذا استطعت أن تكثر من الصيام وتداوم عليه؛ فإنه وِجاء، كما أخبر الرسول ﷺ، أي بمثابة الخصاء، يُقلِّل الشهوة.
ولكن جريمة تضييع الصلاة لا تُقارن أبدًا بممارستك لهذه العادة، فجريمة ترك الصلاة جريمة عظمى، وخطر كبير.
خذ بالأسباب التي تعينك على فعل الطاعات واجتناب المعاصي، واستعن بالله ولا تعجز، فإذا علم الله تعالى منك الصدق؛ فإنه سيتولى عونك ورعايتك.
ولمزيد من الفائدة راجع أضرار العادة السرية: (
24312 -
260343 -
2102179)، وكيفية التخلص منها: (
2557350 -
297229 -
1371 -
2461313).
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك شر نفسك.