نصائح لمن حفظ القرآن الكريم حديثاً

2007-07-19 18:24:06 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية أشكر جميع القائمين على هذه الشبكة التي نسأل الله أن يجعلها مباركة طيبة، وأن يديمها ذخراً للمسلمين والمسلمات.
لدي صديقتان اشتركتا في دورة لحفظ القرآن الكريم، وإن شاء الله ستنتهي هذه الدورة قريباً، وكوني صديقة لهما؛ بل أختاً كبيرة لهما فإني أرغب بتقديم هدية بسيطة وقيمة بنفس الوقت لتهنئتهما، وأفكر بأن تكون عبارة عن بطاقة إلكترونية محفوفة بنصائح تفيدهما للاستمرار على هذا الخير العظيم ومن ثم أقوم بإرسالها عن طريق البريد الإلكتروني إن شاء الله، وذلك لأنهما يعيشان في منطقة بعيدة عن التي أعيش بها ألا وهي فلسطين.
وأود أن أشير أن أعمارهما أعمار الزهور، ووالدهما -حفظه الله- يحرص كثيراً على شغل أوقاتهما بما ينفعهما في الدنيا والآخرة، وهو الذي شجعهما على الالتحاق بهذه الدورة، ويفكر في إلحاقهما بدورة أخرى بعد أن تنتهي دورة حفظ القرآن الكريم، وستكون عبارة عن دورة لحفظ المتون إن شاء الله، وأسأل الله أن يبارك في والدهما وفي جهوده وأن يجعل جميع أولاده قرة عين له، فهل يمكنكم مساعدتي في هذا الشأن بحيث تكتبون ما ترونه مناسباً لتشجيعهما على الاستمرار في هذا الطريق والثبات عليه إن شاء الله مع وضع نصائح قيمة لرفع الهمم كما اعتدنا منكم دائماً؟!
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزيكم عن الإسلام خير الجزاء، ويبارك فيكم وبكم، ويبارك لكم في جهودكم وأوقاتكم، ويحسن إليكم ويكرمكم في الدارين، ويجعل جميع أعمالكم خالصة لوجهه ويتقبلها منكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنيئاً لمن تحب القرآن وأهله وتشجع حافظات القرآن، ونسأل الله أن يحبك كما أحببت كلامه، وأن يثبتنا وإخواننا وأخواتنا على الحق حيثما كانوا، وأن يجعلنا جميعاً من أهل القرآن العاملين بهديه السائرين على دربه، وأن ينور به قلوبنا وأن يجعله لنا في القيامة شافعاً وحجة لنا لا علينا، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يفخرون بمن يحبون الخير وأهله.
أما نصيحتك لحافظات القرآن فأرجو أن تشتمل على ما يلي:
1- التعبير عن الفرح بما نالوه من الخير.
2- الدعاء لهما بالثبات.
3- تحريضهن على بر الآباء والأمهات.
4- إدراك قيمة ما حفظنه.
5- الحرص على حفظ حدود القرآن بعد أن وفقهن الله لحفظ حروفه.
6- المحافظة على القرآن؛ لأنه أشد تفلتاً من الإبل في عقلها.
7- الحرص على نيل شرف تعليم القرآن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
8- الاجتهاد في تدبر القرآن وفهمه، والاحتكام إليه، والاستشفاء به.
9- الإكثار من ذكر الله وشكره على نعمة الحفظ؛ لأن الشكر يقيد النعم فلا تزول، ويجلب للشاكرين المزيد.
10- تجنب العجب والغرور والتبرؤ من الحول والقوة.
11- الوفاء لمن تسبب في الخير.
12- سلامة الصدر وتمني الخير للمسلمين.
13- إدراك مسئوليات أهل القرآن.
وهذا مقترح للبطاقة رغم أننا نفضل أن تظهري ما عندك من مواهب، فنحن لا نريد أن نقتل الإبداع:
"إلى من شرفهن الله بحفظ كتابه، وأعلى قيمتهن حين عظمن كلامه، أبعث تحياتي وأشواقي من حنايا أضلعي وطيّات قلبي لتعبر لكن عن سعادتي بحفظكن لكتاب الله الذي أرجو أن يكون حجة لنا.
أخواتي: لا شك أن الكلمات تعجز عن نقل مشاعري وكلي أمل في أن تواصلن طلب العلم الشرعي انطلاقاً من كتاب الله، كما أرجو أن تظهر عليكن علامات الوفاء الذي يزين أهل القرآن الذين يُعرفون بليلهم إذا كان الناس نائمون، وبتدبر القرآن عندما يغفل عن عظاته الغافلون، ولا يخفى عليكن ضرورة المحافظة على القرآن؛ لأنه أشد تفلتاً من الإبل في عقلها، مع ضرورة الإخلاص وتجديد النية وتصحيحها، والتواضع لمن تعلمتم منهم ولمن تعلمون.
واعلموا يا عزيزاتي أن حفظ القرآن شرف ومسئولية، وقد أحسن سالم مولى أبي حذيفة عندما قال: (بئس حامل القرآن أنا إن أُتِيَ المسلمون من قبلي)، فلا نؤتين من قبلكن، فأنتن اليوم رمز للفاضلات وعنوان، وبأهل القرآن بعد توفيق الله يرتفع البنيان، وأرجو أن تبلغ تحياتي عبركن إلى كل من ساعدكن على صعود سلم المعالي.
وأسأل الله أن يلبس الآباء تاج الوقار، وأن يرزقكم العلم والعمل وأن يحشرنا في زمرة الأخيار مع رسولنا المختار ".
وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net