لا يحملنك تأخر الخطاب على البعد عن الصواب

2007-11-21 19:48:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاماً، أحببت شخصاً يبلغ من العمر 42 سنة، مطلق ولديه طفل، وهو بادلني نفس الشعور، وتقدم لخطبتي، ولكن والدي رفض حتى مقابلته، وأنا متعلقة به، ولا أريد أن أغضب أبي، ولكن عشت عمري كله أبحث عن الحب، فبعد أن توفيت أمي بعد عامين من ولادتي أحس أني أفقد الحب، وحالتي النفسية سيئة جداً، وهو يقول لي: ما دام أبي رفض فيجب أن نبتعد ونرضى بقضاء الله، فهو الخير.

أغيثوني بالله عليكم فأنا لا أستطيع التحمل.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريتاج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم تمنينا أن يعرف والدك قبل أن تتعمق هذه المشاعر في نفسك، وأرجو أن تعلم كل فتاة أنه يصعب على كل أب وأخ أن يقبلوا بشخص يؤسس علاقة في الخفاء مع ابنتهم أو أختهم، والبدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة ومرضية، ولست أدري كيف تعلقت برجل لا تربطك به علاقة شرعية، وكيف سمح لنفسه رغم كبر سنه أن يتمادى معك في ظلمات العواطف الهوجاء؟

ومرحباً بك في موقعك بين الإخوان والآباء، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصرف عنك السوء والفحشاء.

وأرجو أن تنظري للمسألة من كافة الجوانب وتتعاملي مع القضية بالحكمة والهدوء، وكوني واثقة من أن والدك لا يريد لك إلا الخير ولكنه ربما يخطئ الطريق إلى ذلك كما أخطأ في عدم توفيره جرعات العاطفة والاهتمام بك الذي ربما دفعك للسير في الطريق الآخر.

وأرجو أن أقول لك: أنت غالية وهكذا كل فتاة، فلا تقدمي التنازلات إلا إذا وجدت صاحب الدين والأخلاق الفاضلة، ولا يحملنك تأخر الخطاب على البعد عن الصواب، وحاولي التعرف على الأسباب الحقيقة لرفض ذلك الرجل، واعلمي أن الرجال أعرف بالرجال.

أما إذا كان الرجل صالحاً وعاقلاً وصاحب أخلاق فاضلة فاطلبي منه تكرار المحاولات، واطلبي مساعدة الأعمام والعمات وتوجهي قبل ذلك لرب الأرض والسموات وسارعي بالتوبة، واعملي بالصالحات فإن الحسنات يذهبن السيئات ويجلبن التوفيق والبركات، وأعلني رضاك بما يقدره رب الأرض والسموات، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يرفعك عنده درجات.

وهذه وصيتيك لك بتقوى الله، وأبشري فإن الخير بيد الله، واعلمي أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث فيه إلا أما أراده الله، واجتهدي في معرفة أسباب طلاقه للأولى من جهة محايدة، وكوني واثقة أن الرجال كثير وأن نصيبك سوف يأتيك، وأرجو أن تأخذ المشكلة حجمها ولا تتركيها تتمدد حتى لا تؤثر على سعادتك وحياتك، وقبل ذلك عبادتك وطاعتك لربك، وأرجو المعذرة إذا كان في الرد قسوة فنحن أيضاً آباء والحزم في الرد لا يدل إلا على مزيد من الحرص والخوف على بناتنا وأخواتنا وأحسب أنك بحاجة لإعطائه العقل مساحة أكبر حتى لا يجرفك تيار العاطفة.

ونسأل الله أن ييسر أمرك وأن يلهمك رشدك والعاقبة وأن يسعدك في الدنيا والآخرة.

وبالله التوفيق والسداد.


www.islamweb.net