ما علاج عادة مص الأشياء لدى الأطفال؟

2008-06-11 11:20:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هواية ابنتي البالغة من العمر ثلاث سنوات تقريباً هي المص، فكلما تجد منديلاً أو قطعة قماش أو حتى خيط فإنها تقوم بمصه، وقد حاولت التغلب على هذه العادة دون جدوى، فما الحل؟

أفيدوني بطريقة سليمة لجعلها تنسى هذه الهواية الغريبة، وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن امتصاص الأشياء أو المواد التي ليست ذات قيمة غذائية موجود لدى بعض الأطفال، وحتى لدى بعض الكبار، فهناك من يمتص أو حتى يمضغ قطعة من القماش، وهناك من يقوم بامتصاص أو حتى ابتلاع الطين أو التراب، فهذا موجود ولكنه لم يفسر التفسيرات الكافية.

وكان يُعتقد أن هؤلاء الأطفال ربما يفتقدون لمادة الحديد في الجسم وتكون هذه هي البداية، وافتقاد الحديد ربما يشوق الطفل لأن يبحث عن بدائل تعويضية، وفي بعض الأحيان تكون هذه البدائل بدائل صحيحة، أي يتناول الدواء، وربما يمتص مادة ليست ذات قيمة، وتصبح بعد ذلك عادة بالنسبة له.

وهناك من رأى أيضاً أن هذا نوع من التصرف الوسواسي، ويكتسب الطفل هذه العادة، وتصبح عادة وسواسية له، بمعنى أنه لابد أن يكررها، وهذا التكرار يجعله يحس بالإشباع النفسي الداخلي.

وأيّاً ما كان السبب فإن طريقة العلاج هي أن نؤمن تماماً أن كل تصرف أو سلوك مكتسب يمكن أن يفقده الإنسان بالتدرج، وهذه الطفلة لا زالت صغيرة، وربما يصعب عليها أن تستوعب أن ما تقوم به ليس أمراً محبذاً أو ليس أمراً صحيحاً، ولكن لا بأس أن تشرحي لها بصورة بسيطة أن هذه العادة المكتسبة ليست صحيحة، وبعد ذلك تقومي بتشجيعها وتحفيزها حين تتوقف عن امتصاص قطعة القماش أو المنديل.

والعلاج السلوكي هو الأمثل في تلك الحالة، ويكون العلاج السلوكي بأن تعطيها قطعة قماش، وحين تحاول امتصاصها انزعي هذه القطعة منها بصورة لطيفة، وأعطيها بديلاً آخر كإعطائها قطعة من الحلوى أو الفاكهة، واجعلي هذا هو البديل الذي تقوم بمضغه أو امتصاصه أو أكله، ولا بد أن يصاحب ذلك التحفيز والتشجيع، وذلك بتقبيلها واحتضانها والثناء عليها بكلمات طيبة، وكرري هذا التمرين، أي استبدال الفعل السلوكي الغير مرغوب فيه بفعل سلوكي مرغوب فيه، ويكون من نفس نوعه أو قريب منه، فهذا هو المبدأ السلوكي العام، وأرجو أن يستمر ويمتد التحفيز إلى طريقة أخرى (طريقة النجوم)، فمثلاً حين تتوقف عن امتصاص قطعة القماش أو المنديل قومي بإعطائها نجمتين أو ثلاث نجوم.

فهذه الطريقة تقومي من خلالها بأن تشرحي للطفلة بطريقة مبسطة أنها حين تتوقف عن امتصاص قطعة القماش سوف يكون لها رصيد من النجوم (نجمتين أو ثلاث)، وحين تقوم بامتصاص قطعة القماش سوف يخصم منها نجمة أو نجمتين، ولابد أن يُشرح ويوضح لها أنه سوف يتم استبدال عدد ما تكتسبه من نجوم بشيء محبب لها في نهاية اليوم أو في نهاية الأسبوع مثلاً، بأن تعطى هدية بسيطة مما تحب حسب القيمة التي تكتسبها.

والطفلة لا زالت صغيرة على استيعاب هذا العلاج السلوكي، ولكن لا بأس من المحاولة، وحتى لو أخفق هذا العلاج مرة أو مرتين فبتكراره سوف تستوعبه مستقبلاً، فالمبدأ الأساسي إذن هو تشجيعها وتحفيزها.

ويعرف أن معظم هذه العادات تختفي تلقائياً بمرور الوقت، وحاولي أن تغيري انتباه الطفلة بأن تقضي وقتاً أكثر مع الألعاب، خاصة اللعبة التعليمية المفيدة، لأنها تجعل الطفل يكتسب مهارات، واكتساب الطفل للمهارات دائماً يجعله يتناسى السلوك السلبي.

وأرجو أيضاً أن تتاح لها فرصة اللعب مع الأطفال لأن ذلك أمراً إيجابياً، وربما يكون أيضاً من الأحوط أن تقومي بإجراء فحص لدم الطفلة، وهذا الفحص لتحديد قوة الدم لديها ونسبة (الهموجلوبين)، وكذلك نسبة الحديد لديها في الدم؛ لأنه يعتقد أن بعض الأطفال الذين يبدءون باكتساب مثل هذه العادات والسلبيات يكون في الأصل لديهم نقص في مادة الحديد، فهذه النظرية ذُكرت ولكنها ليست حتمية أو قطعية، ولكن إجراء الفحص لتحديد نسبة وقوة الدم والتأكد من أن الطفلة لا تعاني من ضعف في الدم سيكون أمراً تحوطياً مرغوباً فيه.

وبتطبيق هذه التمارين السلوكية البسيطة السابقة سوف تساعد في اختفاء هذه العادة في وقت مبكر بإذن الله تعالى، نسأل الله تعالى أن يحفظها، وأن يجعلها قرة عين لكم.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net