الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زهير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
أنت تعاني من قلق المخاوف وهو أحد الأمراض العصابية المنتشرة جدّاً، والذي لاحظته في رسالتك وهو الأهم جدّاً أنك سيطرت عليك فكرة سلبية وهي أنك لا تستطيع أن تتغير وأنك لا تستطيع أن تتوقف عن بعض الممارسات التي هي ليست صحيحة.
نعم أنت لم تقترف كبائر الذنوب، ولكن ما تقوم به الآن من مشاهدة الأفلام الإباحية والاستمناء وأنك لا تقدر على الصلاة وأنت واقف، وأقول لك حقيقة لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار، فلا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت، فلابد أن تصحح مسارك في هذه الأمور وفي شأن هذه المعاصي وهي فعلاً من الممكن أن تدخل في الكبائر إذا هانت في قلبك، فيجب ألا يكون هناك أي نوع من المساومة أو المجاملة في هذا الأمر، ولابد أن تكون علاقتك بربك والتزامك الديني كما هو مطلوب من كل مسلم، فيجب أن تبحث عن السبل التي تطمئنك وتبعث الطمأنينة في قلبك، ومنها بالطبع التوقف والإقلاع عن كل ما يؤدي هذه الآثام واللمم.
اعلم - أخِي الكريم – أننا كلنا ذوو خطأ وذوو آثام، وأن خير الخطائين التوابون وأن المؤمن يرى ذنوبه كجبل فوق رأسه يخاف أن يقع عليه والفاجر يرى ذنوبه كذباب فأطاره بيده.
بالنسبة للحركات التي تصدر منك هي حركات ذات طابع وسواسي وليس أكثر من ذلك، أما بالنسبة لنبضات القلب وتسارعه والشعور بها وضيق التنفس وكذلك التشنج في الرقبة والرأس والأنف، هي كلها أعراض ناشئة من القلق وليس أكثر من ذلك.
الذي أطالبك به هو أولاً أن تغير مفهومك النفس حيال نفسك، بأن تعيد تقييم ذاتك بصورة أكثر إيجابية، فأنت تستطيع وتستطيع أن تعمل الكثير، فخوفك من عذاب القبر والرهبة من الموت هي أمور إيجابية حقيقة، فيجب أن توجهها لأن تعمل الصالحات وتسأل الله تعالى وتستعيذ بالله من عذاب القبر ومن فتنة القبر ومن فتنة النار ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ومن المأثم والمغرم.
أنت تعرض مشاكل واضحة وكذلك الحلول أوضح، فأرجو أن تعرف أنك أنت الذي تغير نفسك؛ لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأنت في قمة الشباب والشباب هو طاقات نفسية وجسدية يجب أن يستفاد منها، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل مرضك، وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقراك)، والذي أنصحك به:
(1) تغيير مفاهيمك حول نفسك.
(2) أعرف أن القلق والتوتر يمكن أن يعالج.
(3) الإنسان لابد أن يغير نفسه ولن يغيره الآخرون.
(4) لابد أن تلتزم بممارسة الرياضة لمدة ساعة في اليوم على الأقل.
(5) لابد أن توزع وقتك بصورة صحيحة وتستفيد من الوقت، وتستثمره من أجل بناء صحة نفسية وجسدية جيدة جديدة.
(6) إذا كنت لا تعمل فلابد أن تبحث عن عمل؛ لأن التأهيل عن طريق العمل يعتبر من أفضل وسائل العلاج النفسي.
(7) لابد أن تمارس تمارين الاسترخاء، وتوجد عدة كتيبات وأشرطة موجودة في مكتبة جرير ومكتبة الأمة للصوتيات توضح كيفية إجراء هذه التمارين.
(8) الأدوية سوف تفيدك، ولكن التغير لا يأتي بالأدوية، إنما التغيير يأتي منك أنت، وأنا سوف أصف لك أدوية أسأل الله تعالى أن تفيدك كثيراً، وهي على العموم تساعد، والعقار المطلوب يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً (حبة واحدة) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبتين (مائة مليجرام) ليلاً، وتستمر عليها لمدة عام كامل.
ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك أرى أنك لست في حاجة للعلاج.
هنالك دواء آخر أرجو أن تتناوله يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol) يساعد كثيراً، فأرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام (حبة واحدة) صباحاً وعشرة مليجرام مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك بجرعة عشرة مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.
يتميز هذا الزولفت بأنه دواء ممتاز في علاج المخاوف والقلق والوساوس والاكتئاب، ويتميز الإندرال فهو أيضاً يساعد كثيراً في علاج المكون الجسدي للقلق وهو تسارع نبضات القلب والشعور بها والرعشة والرجفة والتشنجات، فأرجو أن تتبع الإرشادات السابقة، وتتناول الدواء حسب الوصف الذي وصفته لك، علماً بأن هذه أدوية سليمة وليست إدمانية ولا تسبب أي أمراض لا في القلب ولا في غير القلب، إذا طبقت هذه الخطوات وهذه الإرشادات السلوكية والتزمت الالتزام القاطع بأنك سوف تغير ما بنفسك فسوف يبدل الله حالك إلى أحسن حال، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.
يمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات حول العلاج السلوكي للقلق: (
261371 -
263666 -
264992 -
265121 ).
وبالله التوفيق.