صداع يزداد عند الضوضاء أو التعرض للشمس

2009-02-14 21:50:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من صداع منذ الصف التاسع وأنا الآن في السنة الرابعة من الجامعة كلية الهندسة، ويؤثر سلباً على دراستي منذ تلك الأيام.

أشعر ببداية صداع خفيف، أو ألم يأتي ويزول مرة أخرى عند الاستيقاظ، ولكن بعد التعرض لبعض الشمس أو الضوضاء أو رائحة دخان؛ فإنني أشعر بألم شديد، وبذلك لا يزول إلى آخر النهار وأحياناً أنام وأستيقظ، ولم أشف منه.

وفي بعض الأحيان أتقيأ فأشعر بألم شديد، ثم أشفى منه، وفي وقت الصداع يكون اللعاب شبه لزج، أو يصاحبه أن أظل أبصق -ليس بلغم-

أحياناً يستجيب الجسم للمسكنات "Paracetamol" وفي الغالب لا.

عملت فحصاً للدم وللجيوب، وللنظر فكانت النتيجة ممتازة، ولا يوجد أي خلل، وصف لي أحد الأطباء "Elatrol" على أن الصداع هو صداع الشد فقد كنت أنام كثيراً مع الدواء إلا أني بقيت فترة شهر ونصف بحالة جيدة.

وما أتى إلا مرة واحدة أو اثنتين، ولكن عاد الصداع إليَّ مرة أخرى وأنا أعاني منه، هل من الممكن أن تكون دوالي الخصية سبباً فيه؟ في حين لا أعاني من أي ألم أو أي تأثير على السائل المنوي منها، وأحياناً أشعر بألم في الرقبة من الخلف مع وجود الصداع فهل له أثر أيضا؟

فما الحل برأيكم؟

وجزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن الصداع الذي وصفته تنطبق عليه الشروط التشخيصية لما يعرف بالشقيقة أو الصداع النصفي، وهذا النوع من الصداع ربما يحدث في فترة الطفولة، أي تكون بداياته الأولى في فترة الطفولة، ثم بعد ذلك يستمر، وقد تزداد حدته وشدته من وقت لآخر، وقد يرتبط هذا الصداع بالحالة النفسية أو مأكولات معينة، وفي بعض الأحيان لا نجد أي روابط أو أي مسببات، أنت لديك مسببات وروابط واضحة وهي التعرض لضوء الشمس أو الضوضاء أو رائحة الدخان، وبالطبع نقول لك حاول أن تتجنب هذه المثيرات، نعرف أن ذلك قد لا يكون سهلاً، فالإنسان لا يمكنه تجنب التعرض للشمس ولكن ننصحك بأن تلبس نظارة شمسية، أما رائحة الدخان فيمكن تجنبها بقدر المستطاع وكذلك الضوضاء.

وما دمت أتحدث لك عن التحوطات التي يجب أن تتخذها أرجو منك أيضاً أن تتجنب بعض الأطعمة التي قد تثير هذا النوع من الصداع، قد لا تكون قد لاحظت ذلك، ولكن الكثير من الدراسات تشير أن الشكولاتا واللبن والزبادي وكذلك أنواع معينة من الأطعمة كالفول ربما تثير هذا النوع من الصداع، فأرجو أن تتجنب هذه الأطعمة بقدر المستطاع، وأي أطعمة أخرى ترى أنها ربما تسبب لك أو تثير نوبات الصداع النصفي.

لا تُعرف أسباب الصداع النصفي، ولكن هنالك دراسات تشير أن عوامل الوراثة ربما تلعب دوراً، كما أن القلق والتوتر ربما يلعب دوراً أيضاً، ولذا ندعوك دائماً أن تتجنب القلق والتوتر وحاول أن تكون مسترخياً بقدر ما تستطيع.

بالنسبة لسؤالك حول علاقة هذا الصداع بدوالي الخصية أود أن أؤكد لك أنه لا توجد أي علاقة بين الاثنين، فدوالي الخصية هي حالة مختلفة تماماً، ونصيحتي لك إذا كانت هذه الدوالي من النوع الظاهر والواضح من الأفضل أن تجري لها عملية وهي عملية جراحية بسيطة جدّاً، وهذا لا يعني أن هنالك علاقة بين الصداع والدوالي، ولكن فقط من أجل أن تكون صحتك مكتملة وجيدة يفضل أن تجري هذه العملية إذا كانت الدوالي من نوع ما يسمى بالدرجة الثالثة، أي النوع الشديد والواضح.

أما بالنسبة لألم الرقبة من الخلف مع وجود الصداع، فهنالك علاقة معروفة أن الشد العضلي خاصة لعضلات الرقبة أو عضلة فروة الرأس قد يزيد من الصداع، فلذا نصيحتي لك هو أن تنام على وسادة واحدة، ويجب أن تكون هذه الوسادة سميكة...هذا يقلل تماماً من شد عضلات الرقبة والناحية الخلفية من الرأس.

كما أنه سوف يكون من الجيد إذا طبقت ما نسميه بتمارين الاسترخاء؛ لأن هذه التمارين مفيدة جدّاً، وتوجد عدة كتيبات وأشرطة وسيديهات توضح كيفية إجراء هذه التمارين، فأرجو أن تتحصل على إحدى هذه الوسائل.

بالنسبة للعلاج الدوائي توجد هنالك أدوية كثيرة تساعد في علاج هذا النوع من الصداع، وأنا أنصحك أن تتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، فأنت لست في حاجة لأن تتناول أي دواء من النوع القوي، هنالك عقار يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine) وهو من الأدوية القديمة ولكنه علاج جيد ويستعمل في علاج القلق والاكتئاب.

أنت لا تحتاج للجرعة الكاملة التي نستعملها لعلاج الاكتئاب لأنك لا تعاني من اكتئاب حقيقي، ولكن الدراسات تشير أن هذه الأدوية قطعاً تساعد في علاج هذه الحالات.

تناول الامبرمين/تفرانيل بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر، والدواء ليس له أي آثار جانبية بخلاف أنه ربما يؤدي إلى جفاف بسيط في الحلق، وهذا يختفي بعد أسبوع من بداية العلاج.

بجانب ذلك أدعوك أن تمارس الرياضة وأن تحاول أن تكون مسترخياً وأن تتواصل اجتماعياً مع أصدقائك وزملائك، وأن تركز على دراستك، بمعنى آخر: لا أود أبداً أن يكون هذا الصداع سبباً في إعاقتك، فأنت إذا رفعت من درجة فعاليتك فهذا - إن شاء الله تعالى – لا يجعلك أبداً تركز على هذا الصداع، فكن فاعلاً في حياتك على النطاق الدراسي وعلى النطاق الاجتماعي والرياضي، وهذا - إن شاء الله تعالى – فيه مساعدة كبيرة جدّاً لك.

للفائدة يمكنك القيام بالرقية الشرعية، ولكيفيتها راجع هذه الاستشارات: (237993- 236492-247326).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net