الشعور بالفشل وانعكاساته السلبية على النفس وعلى القدرة على التحصيل العلمي

2009-04-03 16:19:32 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة لدي مشكلة في دراستي الجامعية، وقد كرهت الدراسة وتركتها سنة كاملة بسبب ضيق في نفسي بعد أن كنت متفوقة ولله الحمد، وقد حولت من تخصصي الذي كنت أدرس فيه ظناً مني أنه السبب، لكن بقيت المشكلة ولا زلت أكره الذهاب للجامعة، وأشعر أن ذهابي فقط حتى أرضي الناس ولا أجعلهم يتحدثون عني بأني فاشلة أو لا أصلح لشيء، وأشعر بالخوف إذا لم أستطع إكمال الدراسة، فماذا أفعل وكيف سأقضي وقتي؟ وهل أستطيع أخذ دورات وأعمل بها؟!

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زمردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الدراسة من أهم مقوماتها أن يستشعر الإنسان أهميتها، وأن يضعها كهدف أسمى، وأن يطبق بعد ذلك الآليات التي تجعله يصل إلى ما يصبو إليه، وعدم الرغبة في الدراسة ربما تكون ناتجة من عدم استشعار أهمية العلم والتهاون مع الذات أو ربما يكون هنالك عامل نفسي مثل الشعور بالاكتئاب النفسي، وأنا أعتقد أنه ربما يكون لديك بعض مشاعر القلق المختلطة بعسر المزاج، وهذا ربما يكون أثر عليك تأثيراً سلبياً، لأنك كنت متفوقة، فهذا التغيير في عدم الرغبة قد يكون مرتبطاً بتحول مزاجي نتج عن القلق الاكتئابي – كما ذكرت لك - .

ولا أريدك أبداً أن تجدي مبررات سلبية تقنعك بأنك لا تستطيعين الدراسة، تذكري أنك شابة، تذكري أن فترة الشباب هي فترة الطاقة والعنفوان الذي يجب أن يستفاد منه الاستفادة القوية، تذكري أن سلاح العلم وسلاح الدين هما أفضل ما يمكن أن يكتسبه الإنسان ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ))[المجادلة:11]، تذكري هؤلاء الملايين الذين يدرسون وينجحون ويتميزون، بمعنى آخر: عليك استشعار أهمية الدراسة، وحتى إن وجد الاكتئاب لا تجعلي التكاسل والتقاعس يكون منهجك؛ لأن ذلك يزيد من الاكتئاب.

صممي واعزمي وسلي الله تعالى أن ييسر أمرك، ولابد أن تكثري من الدعاء والأذكار، وأن تحصني نفسك، وتحافظي على صلواتك ووردك القرآني، هذه معينات أساسية لشرح الصدر والقلب وزيادة الرغبة والحفظ والحرز، فأرجو أن تكوني حريصة على ذلك.
وأود أن أصف لك أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، لأنني أستشعر تماماً أن هنالك شيئاً من الكدر.

الدواء من الأدوية الجيدة والسليمة والفعالة وغير الإدمانية، وهو يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، أرجو أن تتناوليه بجرعة صغيرة وهي كبسولة واحدة (عشرين مليجراماً) في اليوم – يفضل أن تتناوليه بعد الأكل حتى لا يحدث لك أي سوء في الهضم لأنه قد يؤدي إلى عسر في الهضم بسيط في الأيام الأولى إذا تم تناوله على معدة فارغة من الطعام - .

إذن تناولي كبسولة واحدة يومياً، وأنت لست في حاجة لجرعة أكبر، علماً بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع كبسولات في اليوم، استمري على هذه الجرعة (كبسولة واحدة) في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

كما ذكرت لك: الدواء سوف يزيد من فعاليتك ودافعيتك ويحسن معنوياتك وخاطرك، وهو من الأدوية السليمة ولا يؤثر مطلقاً على الهرمونات النسوية، كما أنه غير إدماني أو تعودي، وفي كثير من الدول لا يحتاج لأي وصفة طبية.

أرجو أن تقضي على هذا الشعور السلبي بأنك فاشلة، فأنت لست فاشلة، أنت مررت بظرف معين، والآن تريدين أن تصححي مسارك وتريدين أن تفتحي صفحة جديدة وبداية جديدة، فاشرعي في ذلك وسلي الله أن يوفقك، وأرجو أن تديري وقتك بصورة صحيحة وتستثمريه، قسمي الوقت ما بين النشاطات اليومية المختلفة، واجعلي للدراسة فيها نصيباً، وكذلك لبقية النشاطات والمهارات المختلفة.

نسأل الله لك الشفاء والعافية، وأنا على ثقة كاملة أنك إن شاء الله سوف تنجزين إنجازاً فاعلاً، فقط استشعري أهمية التعليم واسعي إلى ذلك، وتناولي الدواء الذي وصفته لك، ولا أعتقد أن هناك أي حاجة لدورات خاصة، كل الذي تحتاجينه هو التصميم والعزيمة، وتنظيم الوقت، ومعرفة الهدف، ووضع الآليات الصحيحة حتى تصلين إلى ذلك الهدف.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net