كثرة السرحان والشرود الذهني.. والعلاج المناسب لذلك

2008-12-27 12:50:06 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا كثير السرحان وأذاكر رغم أني محتاج كل دقيقة في وقتي، واحترت، ولا أعرف ماذا أعمل؟ لدرجة أني أصبحت في انهيار عصبي، بسبب هذا الموضوع.

فأرجوكم ساعدوني!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

فإن السرحان وشرود الذهن دليل على وجود القلق النفسي أو الجهاد النفسي أو سوء تنظيم الوقت، فلذا نصيحتي لك هي أن تضع جدولا تنظم من خلاله وقتك، ولابد لهذا الجدول أن يشمل وقتاً للراحة ووقتا للرياضة ووقتا للترويح عن النفس بما هو مقبول ومعقول، ووقتا للمذاكرة.

وأفضل وقت للمذاكرة هو بعد الاستيقاظ من النوم.

ابدأ بعد صلاة الصبح خصص وقتاً معينا، هنا تكون فيه الخلايا العصبية في حالة استرخاء، ويكون مستوى الاستيعاب أفضل وأعلى بكثير، وبعد ذلك خصص وقتاً أيضاً للمذاكرة، بعد أن ترجع من الدراسة لا مانع أن تأخذ قسطاً بسيطاً من الراحة ظهراً، وبعد ذلك أيضاً تبدأ في المذاكرة.

أنصحك بأن تمارس تمارين الاسترخاء، وهي بسيطة نسميها تمارين التنفس التدريجي، اجلس على كرسي مريح، أو يمكنك أن تضطجع على السرير، وتأمل في شيء طيب وحاول أن تركز، وحاول أن تطبق ما نسميه بالإيحاء الذاتي، بمعنى أن تقول لنفسك: (الآن أنا في حالة استرخاء)، أغمض عينيك وافتح فمك قليلاً، ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم أمسك على الهواء قليلاً لمدة خمس ثوانٍ، ثم أخرج الهواء أيضاً بكل قوة وبكل بطئ عن طريق الفم.

كرر هذا التمرين خمس مرات، وبعد كل مرة قل لنفسك: (الآن أنا أعيش في حالة استرخائية).

هنالك تمارين أيضاً لشد وإطلاق العضلات، فقم على سبيل المثال بالقبض على راحة يديك بشدة وقل لنفسك: (الآن أنا أقبض بشدة على راحة يدي وأحس بالألم) ثم بعد ذلك قم باسترخاء اليدين بإطلاق راحة اليد وقل لنفسك: (الآن أنا في حالة استرخاء).

وبالنسبة لعضلات البطن أيضاً نفس الشيء، قم بالشد عليها ثم بعد ذلك قم بإطلاقها واسترخائها.

هذه تمارين جيدة ومفيدة جدّاً وتحسن التركيز عن طريق جلب الاسترخاء والراحة الداخلية الذاتية.

يفضل لك أن تتناول أيضاً كوبا من القهوة، فهذا يساعد أيضاً في التركيز، وأرجو أن تستشعر أهمية العلم وأهمية المذاكرة، أنت مستشعر لذلك ولكن أعتقد بصورة سطحية نسبياً – مع احترامي لك - فعليك أن تشعر بأهمية الأمر وتذكر أنك إن شاء الله تعالى سوف تكون من الناجحين، وأسأل الله أن يثبتك وأن يقويك.

سيكون من المفيد لك – يا أحمد – أن تتناول أحد الأدوية البسيطة جدّاً والمضادة للقلق والتوتر، والذي لا يؤدي إلى أي شعور بالنعاس أو الدوخة أو ما شابه ذلك، الدواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، فأرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) يومياً لمدة ثلاثة أشهر.

ويمكنك أيضاً أن تستعين بأصدقائك وتدرس في شكل مجموعات كما يقوم البعض، هذا أيضاً يحسن الدافعية ويجعلك إن شاء الله تعالى أكثر تركيزاً.

اقرأ شيئاً من القرآن الكريم ببطء وتأمل وتؤدة؛ لأن القرآن يحسن التركيز، هذا مثبت، وإن شاء الله تجد في ذلك فائدة كبيرة.

أسأل الله تعالى أن ييسر أمرك وأن يكتب لك النجاح والتوفيق والتميز.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net