التشتت وعدم التركيز عند القراءة.. وكيفية علاجه

2009-10-10 14:07:38 | إسلام ويب

السؤال:
إخواني الفضلاء القائمين على موقع الشبكة الإسلامية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو من المتخصصين إفادتي في موضوعي.

أنا شاب عمري 25 سنة، أحب القراءة، ومداوم على قراءة الكتب بشكل يومي ولمدة ساعات كل يوم، ولكن مشكلتي أنه حينما أقرأ الكتاب يصاب ذهني بالتشتت وعدم التركيز، وأسهو في القراءة وأتذكر أحداثا حدثت لي في يومي، مثل أن أكون مع صديق وأتذكر الحوار الذي دار بيننا في الطريق أو أتذكر أي أمر مضى في حياتي.

كيف أركز على ما أقرأ لكي أستفيد مما قرأته ويثبت في عقلي؟ والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه وجزاكم الله ألف خير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن سوء التركيز وتشتت الذهن وعدم المقدرة على استيعاب المادة حين القراءة؛ غالباً يكون ناتجاً من الإجهاد الذهني أو الإجهاد الجسدي أو افتقاد الرغبة، وأكبر سبب لتشتت الذهن وتطاير الأفكار هو وجود قلق نفسي عام.

القلق ليس من الضروري أن يظهر في شكل أعراض كالتوتر والعصبية حسب ما يعتقد بعض الناس، سوء التركيز هو سمة أساسية من سمات القلق.

حقيقة أنا أقول لك: تخير الأوقات التي يقل فيها القلق والتوتر ويكون فيها التركيز أفضل، مثلاً القراءة بعد صلاة الفجر، فهي ممتعة جدّاً.

القراءة في آخر الليل أيضاً يستطيع الإنسان أن يكون حسن التركيز فيها، والقراءة بعد ممارسة الرياضة وُجد أنها أيضاً جيدة ومفيدة جدّاً.

والإنسان أيضاً عليه أن يتخير مواداً معينة يكون لديه الرغبة فيها، وحين تحس أن ذهنك غير مركز وأنك مشتت، أعرف أن رغبتك قد قلت وأن القلق قد ابتدأ في الزيادة، فهنا قم بنشاط آخر كممارسة تمرين رياضي في داخل المنزل أو الانخراط في أي عمل آخر، أو القيام بتمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس المتدرج أو هكذا.. هذا يساعد الإنسان كثيراً.

الأمر الآخر: بعض الناس يحتاجون للقراءة بصوت مرتفع نسبياً، أي القراءة السرية قد لا يركز فيها الإنسان، ولكن حاول أن تدرب نفسك أيضاً على القراءة الجهرية لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة، هذا ربما يحسن أيضاً من تركيزك.

وأقول لك أيضاً تناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق يحسن كثيراً في التركيز.

هنالك دواء يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، دواء بسيط وجيد جدّاً ويساعد في مثل هذه الحالات، والجرعة المطلوبة هي خمسون مليجرام صباحاً ومساءً، فأرجو أن تتناول هذا الدواء بهذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في الصباح (خمسون مليجرام) لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

كما ذكرت لك هو من الأدوية البسيطة وغير الإدمانية، ولا يحتاج إلى وصفة طبية.

كن أيضاً حريصاً على أن تتناول الغذاء المتوازن، لأن هذا يحسن من طاقات الإنسان الذهنية، وكما ذكرنا لك ممارسة الرياضة أيضاً تعتبر مهمة جدّا، وعليك أيضاً بقراءة القرآن بتمعن وتدبر، واذكر ربك إذا نسيت، ولا شك أن الذكر والاستغفار يحسن من تركيز الإنسان.

بارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

والله الموفق.

www.islamweb.net