الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواب شبهات حول إهداء ثواب القراءة للميت

السؤال

هل تجوز قرآءة القرآن بنية إهداء ثواب القرآءة للميت - مع العلم أننى ما سمعت عالما يُسأل عن ذلك إلا قال بجواز إهداء ثواب القرآءه للميت . وأنا لست عالما ولا أدعي العلم ولكنى لا أميل إلى هذه الفتوى لأن الراجح عندي(وهذا فيما بيني وبين نفسي ) أنه لا يجوز فعل ذلك لعدة أمور:1- أنني لا أقول لم يرد بل أقول إنني لم أقرأ فيما قرأت جواز ذلك. 2- أن من قال بجواز ذلك لم يأت بدليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان هناك دليل أرجو جزاكم الله خيرا إخباري به.3- فيما قرأته فى تفسير قول الله عز وجل ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ) أن الأب يذهب إلى ولده ويقول له أي بني ماذا كنت لك فى الدنيا فيقول نعم الأب فيقول أعطني حسنة أنجو بها فيقول له إني أخاف مما تخاف منه....فإذا كان الأمر كذلك فكيف يفرط الإنسان في حسنات ويهبها إلى آخرين.4- كيف يضمن المرء أن الله قبل منه عمله وقراءته للقرآن وأن الله سيعطيه على ذلك حسنات .. أنا في اعتقادي أن في هذا إساءة فهم للنصوص الشرعية.5 - في حديث الثلاثة الذين دخلوا الكهف ووقعت صخرة على باب الكهف فسدت عليهم الكهف ولم يستطيعوا الخروج فقالوا لن ينجينا من هذا إلا أن ندعو الله بصالح أعمالنا فكل واحد من الثلاثة ذكر عمله الصالح ثم قال اللهم إن كنت فعلت هذا ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه ( فلنتأمل لم يقل اللهم إني فعلت كذا فافعل لي كذا ).من أجل ذلك أنا ألزم نفسي أنه لا تجوز القرآءة بنية إهداء ثواب ما قرأت إلى فلان.
فأرجو منكم جزاكم الله خيرا إفتائي في هذا الأمر، هل أنا على صواب أم على خطأ.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا أن ذكرنا في عدة فتاوى أن مسألة إهداء ثواب القراءة للغير مسألة خلاف بين العلماء، بين مجيز وبين مانع، وأن من أجازها استدل بالأدلة الصحيحة الدالة على وصول ثواب الصدقة للغير والحج عن الغير ونحوها، وأنه لا فرق بين ثواب الصدقة وثواب القراءة من حيث أن كليهما لم يفعلهما الشخص المهدى إليه، فإذا جاز إهداء الصدقة إليه جاز غيرها كإهداء القراءة. وما ذكره الأخ السائل من قوله ( كيف يضمن...إلخ ) وكذا ما ذكره واستشهد به من حديث الثلاثة أصحاب الغار فالجواب عنه أن عدم معرفة قبول القراءة لا يمنع من إهدائها إليه إن قبلت، بدليل أن الصدقة أيضا لا نعلم أن الله سيتقبلها ومع ذلك شرع لنا التصدق عن الميت لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أخبره أن أمه ماتت وأراد الصدقة عنها قال له: نعم تصدق عنها. والحديث في البخاري، وكذا ما ذكره الأخ السائل من أن المرء يوم القيامة يفر من أبيه...إلخ ليس فيه دليل أيضا على عدم وصول الثواب إلى المهدى إليه، وإهداء الثواب ليس تفريطا في الحسنات كما ذكر ولو كان تفريطا لقال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل: تصدق عن نفسك لا عن أمك ولا تفرط في حسناتك ومالك مثلا، ولقال للرجل الذي سأله أن يحج عن أبيه: حج عن نفسك ولا تفرط في حسناتك مثلا، فلما لم يقل صلى الله عليه وسلم شيئا من ذلك علم أنه ليس في إهداء الثواب تفريطا في الحسنات بل قد يكون داخلا في نفع المسلمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الراقي ... من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل... رواه مسلم.

وانظر للفائدة الفتوى رقم: 3406، والفتوى رقم: 79657.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني