الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب الإسرار بالأدعية والأذكار

السؤال

هل يجهر الزوج بالدعاء عند أخذه بناصية زوجته أم يسر في دعائه؟ أقصد الدعاء عند الدخول بها. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإسرار بالأدعية والأذكار هو الأصل؛ لقول الله تعالى: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.{الأعراف:55}. وروى البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أيها الناس أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، ولكن تدعون سمعيا بصيرا. ومن هنا نص كثير من أهل العلم على استحباب الإسرار بالأدعية والأذكار، ففي حاشية الدسوقي في الفقة المالكي بشأن الإسرار بدعاء القنوت في صلاة الفجر قوله: وإنما ندب الإسرار به لأنه دعاء، وهو يندب الإسرار به حذرا من الرياء.اهـ، وقال الهيتمي في الفتاوى الكبرى وهو شافعي : السنة في أكثر الأدعية والأذكار الإسرار إلا لمقتض.اهـ أي لمقتضى التعليم، أو ورود النص بالجهر؛ كما هو الحال في الحج وغيره. وفي كشاف القناع - وهو حنبلي - : قال في الفصول في آخر الجمعة: الإسرار بالدعاء عقب الصلاة أفضل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإفراط في الدعاء، وهو يرجع إلى ارتفاع الصوت، وكثرة الدعاء.اهـ.

وعليه؛ فالأفضل الإسرار بهذا الدعاء محل السؤال لا الجهر به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني