الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تحملكم معصية أبيكم على التقصير في حقه ودعوته بالموعظة الحسنة

السؤال

أنا فتاة في 14 من العمر، أعاني من مشكلة أسرية، وهي أن أبي يبلغ من العمر 42 عامًا، وهو له علاقات محرمة مع كثير من النساء منذ سنوات، ويسافر من مكان إلى مكان، مع العلم أنه يصلي ويصوم، وأنا أعاني من الخيانات التي يرتكبها في حق أمي، والعلاقة بينهما مفككة، ونحن الأطفال حائرون. فهل الطلاق بينهما يكون خيرًا لنا ولهما؟ لأن أمي ترغب في ذلك.
أرجو الإجابة عن حيرتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن علاقة الرجل بالنساء الأجنبيات أمر محرم ولا يقره الشرع، وهو ذريعة إلى الزنا الذي هو من الفواحش وأكبر المعاصي، ومرتكبه على خطر عظيم ما لم يتداركه الله عز وجل بالتوفيق إلى التوبة قبل الممات، فنسأل الله أن يتوب على والدكم، ويلهمه رشده ويقيه شر نفسه، ولا تيأسوا من هدايته وتوبة الله عليه، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، فالجؤوا إليه سبحانه وسلوه صلاح والدكم، واتخذوا الأسباب الموصلة إلى ذلك، فقد جعل الله لكل شيء سببًا، فاحرصوا على دعوته بالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة، واسعوا في إسماعه بعض المواعظ، وجره إلى أماكن الخير، والصحبة الطيبة، ولا يحملنكم معصيته على التقصير في حقه، فإن له حقًا عليكم، وقد أوصاكم الله به: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً.{البقرة:83}. وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا.{ لقمان:15}.

ونوصيكم والوالدة على وجه الخصوص بالصبر وأداء ما يجب عليها تجاهه، ولا نرى الطلاق حلًا ولا مخلصًا، أما والدكم، فإنه ربما زاد في ما هو عليه إذا خلا بنفسه وصار أعزب، وأما أنتم فستحرمون من جو الأسرة الدافئ إذا تفرق الوالدان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني