الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجعت لبلدها ولم تطف الإفاضة ولم تسع ثم رجعت معتمرة وطافت وسعت لحجها

السؤال

عندي سؤال ولن أطيل عليكم.. أنا قد قمت بالحج والحمد لله وكنت متمتعة ولكن بعد أن انتهيت من العمرة وذهبت لمنى جاءت الدورة في الليل قمت بكل شيء ما عدا الإحرام (الإفاضة والوداع) وانتهت الدورة في اليوم الرابع عشر، علما بأنني في السنة التي تليها قمت بعمرة وقيل لي طوفي واسعي عن الحج (الإفاضة) وأيضا قد ذبحت ذبيحة ووزعتها كلها على الفقراء فهل علي شيء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمحرمة بالحج إذا أتتها الدورة الشهرية تفعل كل أعمال الحج؛ إلا أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر، فإذا طهرت طافت وسعت وتحللت، ولم يتبين لنا المقصود من قول السائلة (بكل شيء ما عدا الإحرام)، وكذا من قولها (في السنة التي تليها... إلخ)، وإن كان مقصودها أنها سافرت إلى بلدها ولم تطف طواف الإفاضة ولم تسع ثم رجعت معتمرة وطافت وسعت لحجها، فنرجو أنها قد برئت ذمتها بذلك.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن شيخ متقدم في السن أعمى حج منذ 4 سنوات ونسي القيام بطواف الإفاضة ولم يقدر على القيام بطواف الوداع فماذا عليه أن يفعل ليتم حجه؟ فأجاب رحمه الله بقوله: طوف الإفاضة ركن من أركان الحج لا يتحلل المحرم التحلل الأكبر إلا بفعله، وبناء على ذلك فخالك لا يزال محرماً، والواجب في حقه أمور:

1- الامتناع عن الجماع حتى يطوف للإفاضة ويتحلل التحلل الأكبر، وإن كان قد جامع وهو لا يدري أنه لا يزال محرماً فلا شيء عليه، لكن يلزمه الامتناع عن الجماع من الآن.

2- الذهاب إلى مكة، والطواف للإفاضة، ويستحب أن يكون الدخول إلى مكة بعمرة، ثم إذا فرغ منها وقصر من شعره، طاف للإفاضة، وذلك حتى لا يدخل مكة بغير إحرام. ينظر (مجموع فتاوى ابن عثيمين 23/194).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني