الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ حبوب منع الحمل

السؤال

أنا سيدة متزوجة وعندي طفلان 5 و 7 سنوات كنت آخذ حبوب منع الحمل لمدة 3 سنوات بنية أنني اكتفيت بهذين الطفلين لأسباب عديدة منها صحية ومنها التحديات التى تواجهنا كأسرة مسلمة تعيش في أمريكا وبعد ذلك تركت الحبوب ولم أكن أتوقع أن يحصل الحمل بهذه السرعة وفرحت به كأنه الحمل الأول ولكن لم يبق طويلا فقد أسقطت بعد ستة أسابيع، وكررت محاولة الحمل مرة أخرى وحصل بعد سنة ولكن مصيرة كان الإسقاط . فقررت أن لا أحمل مجددا أنا وزوجي خشية الإسقاط مرة أخرى .ولم آخذ أي مانع واكتفينا بالمانع الطبيعي .فهل تصرفنا هذا فيه شيء حرام؟ هل نكون بهذا قد حددنا النسل وبالتالي وقعنا في الحرام؟ ويخطر ببالي أحيانا ان الله قد عاقبني بحرماني من الحمل الناجح لكوني قد قررت في السابق الاكتفاء بطفلين، فهل في هذا التفكير من إساءة للظن بالله ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فان كان استعمالك لتلك الحبوب بإذن زوجك فلا حرج فيها ولا إثم عليك مع أنه لا ينبغي الإكثار منه لأن طلب الولد وكثرة النسل من المقاصد التي حث عليها الشرع، وخشية الإسقاط ليست مبررا ما لم يكن لها تأثير صحي على الأم، وينبغي مراجعة الطبيب في ذلك، فربما كان الإسقاط أثرا من آثار استعمال تلك الحبوب وانظري الفتوى رقم: 16894، والفتوى رقم: 268.

واعلمي أنه لا ينبغي للمرء أن يقول اكتفيت بولد أو ولدين لأن كثرة الولد مقصد شرعي كما ذكرنا، ولأن المرء لا يملك بقاءهما وحياتهما، فكم من زوجين فعلا ذلك ثم ندما.

وخلاصة القول أنه لا ينبغي لكما تنظيم النسل باستعمال تلك الحبوب ونحوها إلا لحاجة ومصلحة معتبرة، ولعل فيما حدث من الإسقاط تنبيها من الله عز وجل إلى أن المرء لا يملك الإتيان بالولد متى شاء وكيف شاء .

والله اعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني