الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبيل الأقوم للدعوة والوقاية من النار

السؤال

كيف يجنب الرجل وأهله من المفاسد المنتشرة بين أهل بلده حيث الهوى والشهوات هو المحرك في المحيط الذي يسكن فيه مع وجود قلة من الصالحين؟
وماهي الخطوات للازمه علينا للدعوة في البلدة لندعوهم إلى تباع السنة في الصلاة غالبا في المسجد أما في الخارج فليس لدينا أفكار دعوية نجلب بها شباب البلدة لندعوهم علما أن المحاضرات غير مسموح بها في الدولة إلا للمصرح له بذلك.
أفيدونا نفعنا الله بعلمكم و المسلمين وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فان هذا الموضوع يتعلق بأمرين هامين في حياة المسلم:

الأول هو السعي في امتثال أمر الله تعالى بوقاية النفس والأهل من النار، ولا يتم ذلك إلا بالاهتمام بتربيتهم على الالتزام بالدين والأخلاق والبعد عن المعاصي والرذائل، و لابد كذلك من حضهم على الفضيلة والأخلاق الحسنة وحمايتهم وتحصينهم من الفساد، و الجلوس في أماكن الفساد وسماع الموسيقى ونظر المحرمات وغير ذلك.

فالسعي في هداية الأهل وإصلاح حالهم بالتربية والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير من أعظم الواجبات وأفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فقد مدح الله تعالى أنبياءه بأنهم كانوا يأمرون أهلهم بالصلاة والزكاة، قال الله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا{مريم:54-55}،

وقال تعالى مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ولنا من بعده: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {طه:132}. و قال الله تعالى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ {الشعراء:214}.

فالواجب على الآباء تجاه الأهل أن يعلموهم ما فرض الله عليهم من التوحيد والإيمان والعبادة، وأن يغرسوا في قلوبهم حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يحذروهم من الانحراف الأكبر المتمثل في الشرك بالله تعالى، ويحذروهم أيضا من كل انحراف يخشى عليهم منه، وذلك حماية لدينهم وإيمانهم وأخلاقهم، ووقاية لهم من النار، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التَّحريم:6} قال علي في تفسير هذه الآية: علموهم وأدبوهم. رواه الطبري في التفسير والبيهقي في الشعب.

فوقاية الإنسان نفسه من النار تكون بامتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه والتقرب إليه تعالى بما يحب، ووقاية أهله تكون بتعليمهم ونصحهم وتربيتهم وتوجيههم إلى الخير، وقد ذكر القرطبي في تفسيره أن عمر لما نزلت هذه الآية قال: يا رسول الله نقي أنفسنا فكيف لنا بأهلينا؟ قال: تنهونهم عما نهاكم الله, وتأمرونهم بما أمر الله. اهـ

ولقد حذرنا نبينا من تضييع هذه الأمانة، فقال صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه البخاري ومسلم، ولفظ البخاري: ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة.

وفي الصحيحين أيضا: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها...

ومما يساعد على منعهم من التأثر بما حولهم من الفساد أن تسعى في إيجاد البديل بتوفير وسائل ترفيه ممتعة مفيدة مشروعة, وعندنا في ركن الطفل في الشبكة الإسلامية بعض وسائل الترفيه المفيدة للأطفال يمكن الاستفادة منها. ومن الوسائل المساعدة في ذلك أيضا شغلهم بحفظ القرآن ودراسة كتب الحديث والسير مع تشجيعهم إذ ا حصلوا شيئا من المعارف. وحاولوا أن تفتحوا لهم بعض القنوات المفيدة في ذلك وبعض الشرائط أو الأقراص المساعدة في الموضوع كالمصحف المعلم وكقناة المجد للأطفال. وأكثروا لهم الدعاء وترفقوا بهم واحرصوا على أن لا يخالطوا من يؤثر على أخلاقهم تأثيرا سيئا، وانتقوا لهم صحبة طيبة فالمرء على دين خليله كما في حديث أبي داود.

ومن الوسائل المهمة في تحصين الشباب الكبار حضهم على إكثار الصوم وعلى البدار بالزواج، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قا ل: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.

وينبغي أن لا يهمل جانب القدوة الحسنة، وجانب الدعاء الذي يهمله الكثير من الناس، وكذلك الأعمال الصالحة، فإنها تحفظ الأبناء كما قال ابن سيرين: أي بني، إني أطيل في الصلاة رجاء أن أحفظ فيك، وتلا قوله تعالى: وكان أبوهما صالحا.

- الأمر الثاني هو الدعوة في البلد وأول ما يتعين على من أراد الإصلاح هو اتباع نهج الأنبياء والسلف الأول فلك أسوة حسنه في الأنبياء والمرسلين والفضلاء الصالحين، والصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، فنوصيك بقراءة سيرتهم، لمعرفة ما بذلوه في هداية قومهم، وما واجهوا من مصاعب في دعوتهم، وصبرهم على أذاهم، ونصر الله تعالى إياهم وجعله العاقبة لهم، قال الله تعالى: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا {الأنعام:34}،

فقد تحملوا في سبيل تبليغ دين الله تعالى من أقوامهم الكثير من سب وشتم ونبز بالألقاب واتهام بالسحر والكذب، وبعضهم عليهم السلام وصل الحال بأقوامهم إلى أن قتلوهم، وأما الإعراض عنهم وعدم سماع كلامهم فكثير جدا، كما كان يفعل قوم نوح عليه السلام معه، فقد قص الله تعالى لنا بعضا من ذلك، فقال تعالى: قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا {نوح:5-10}، إلى آخر الآيات, وقد صبر نوح عليه السلام يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاما.

واعلم أنك تقوم بمهمة شريفة عظيمة وواجب شرعي أكيد فالدعوة إلى الله تعالى فريضة عظيمة وفضيلة وقربة إلى الله تعالى فيجب القيام بها حسب المتيسر من وسائلها فقد قال الله سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأمرونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران: 104} وقال الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ {يوسف:108}، وقال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ {النحل:125}،

وثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.. الحديث.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: بلغو عني ولو آية.رواه البخاري وغيره.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليبلغ الشاهد منكم الغائب.. وهو في الصحيحين وغيرهما.

ويقول: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير. رواه الترمذي.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه. أخرجه الإمام مسلم.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه.

وأما الخطوات التي تعملها في الدعوة فأساسها قول الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ. {النحل:125}، فالحكمة تقتضي تقديم الأوليات والبدء بالأهم فالمهم، ومراعاة أحوال المدعوين، ومستوياتهم وثقافاتهم واهتماماتهم... إلى غير ذلك، والموعظة الحسنة تقتضي خطابهم بالأسلوب الرفيع المشوق، والتركيز على شحن الخطاب الدعوي بالآيات البينات والسنن النبوية النيرات، وضرب الأمثال البليغة والقصص المؤثرة، وأما المجادلة بالتي هي أحسن فتقتضي إلانة القول والرفق في الخطاب، وإحساس المخاطب بدافع محبة الخير له العاجل منه والآجل، مع التدعيم بالحجة القاطعة والبراهين الساطعة.

فاحرص على بذل ما تستطيع واحرص على التركيز على تقوية الإيمان وإصلاح القلوب وإتقان الصلاة، والحرص على تقوية صلة النفوس بالله تعالى، والإكثار من الحديث عن الأسباب المعينة على خشية الله تعالى، والرغبة في ما عنده واستشعار مراقبته، والإكثار من الحديث عن الآخرة والقبر والجنة والنار، والترغيب في ذكر الله تعالى، وتعليم الأحكام الشرعية. فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل لاتزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدا.... وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب. وقال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45 }، وفي الحديث: وأمركم بذكر الله عز وجل كثيرا، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فتحصن به، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني. وقد دل الحديث على أن العلم بأحوال القبور والآخرة يقمع الشهوات والأهواء وذلك حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.

ثم اعلم أخي أن ما ذكرت من عدم السماح بالمحاضرات لغير المصرح لهم لا ينبغي أن يؤثر عليك بل ينبغي التعامل مع كل مكان وزمان باتباع الهدي النبوي في التعامل مع الأحوال التي مرت بها الدعوة في العهد المكي والعهد المدني.

فقد كانت للنبي صلى الله عليه وسلم حياة مكية لم تكن الأحوال فيها مساعدة، فكان يتعهد صحبه في بيت الأرقم بن أبي الأرقم بالتعليم سرا، كما ذكر الذهبي في السير وابن كثير في البداية، وذكره أيضا غيرهما ممن ألف في السير والتاريخ، ولم يكن يهتم في هذه الفترة بالاجتماعات الكبيرة الظاهرة، ولما كثر الصحب أمرهم بالهجرة إلى الحبشة ثم إلى المدينة.

وكانت له حياة مدنية كان يجمع الصحابة في المسجد ويعظهم ويعلمهم بعد الصلوات وفي الجمع والأعياد والمجالس، وفي البيوت وغير ذلك، فينبغي لمن كانت حاله مكية أن يحرص على حسن التدبير، والقيام بما أمكن من النشاط العلمي والدعوي، وليتذكر أحوال الأنبياء، فهل كان لنوح عليه السلام مجامع عامة كالمساجد يجمع الناس فيها ليحاضر لهم، وهل كان عند إبراهيم وموسى مثل ذلك، وأغلب أحوالهم هي لقاء الناس فردا فردا.

فليحرص المسلم في الأحوال كلها على الدعوة بالرفق والقول اللين ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، عملاً بقوله تعالى لموسى لما أرسله لفرعون: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {طه:44}، وبقوله له: اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى {النازعات:18}، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: عليك بالرفق. رواه البخاري ومسلم، وبقوله لها: يا عائشة أن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف. رواه مسلم.

ويتعين مع الرفق الحرص على الجد والنشاط والعمل الدءوب فأخلص لله تعالى في عملك، وبرمج برنامجاً تستطيع القيام به والاستقامة والمواظبة عليه، فـأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، كما في حديث الصحيحين، فاقتطع من وقتك ومن مالك ما تستطيع بذله في نصرة دينك، وتمن على الله وادعه بإلحاح أن يستعمل جميع صلاحياتك وعبقريتك وذكاءك في خدمة دينه، وتذكر الحديث: لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته. رواه ابن ماجه وابن حبان وحسنه الألباني. والحديث الآخر: إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، فقيل كيف يستعمله يا رسول الله، قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت. رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه الألباني.

واسع في هدى وإصلاح من تلقاه من الناس فعليك أن تسعى في إصلاح نفسك وأهل بيتك أولا عملاً بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأهليكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}، ثم تسعى في إصلاح جيرتك وعشيرتك عملاً بقوله تعالى: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ {الشعراء:214}، وبقوله تعالى: وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا {الأنعام:92}، واسع في هداية أصدقائك وجميع من يمكنك الاتصال به ودلالته على الخير وحضه عليه،

وينبغي أن تستخدم أصدقاءك ليبذلوا في تحقيق هذا الأمر ما تيسر من الوسائل.. في تعليم الناس الخير ودعوتهم، وقد تيسر في هذه الأيام من وسائل الاتصالات والإعلام التي يمكن استخدامها في إيصال الخير للناس ما لم يكن معروفا في السابق، فاحرصوا على عمل ما تيسر من الوسائل المساعدة في هداية الناس كالنصح بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالتي هي أحسن، وإهداء الرسائل والأشرطة النافعة، أو رسالة عبر الجوال أو الإنترنت

وليستخدم الخطيب لسانه البليغ، والكاتب قلمه السيال، وليستخدم صاحب المال ما أمكن من نشر كتاب مفيد أو مطوية نافعة أو شريط مؤثر، وإذا أمكن أن يكفل بعض الشباب الأذكياء حتى يدرسوا من العلم الشرعي ما أمكن ففيه خير كثير، واسع في نفع الناس ومساعدتهم عملا بحديث مسلم: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه. وبحديث مسلم أيضا: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.

ومن الأعمال المفيدة في هذا المجال أن تكون دائماً نشيطاً وساعياً لاستخدام طاقتك في مخالطة الناس والإحسان إليهم فكن دائما ساعيا في إغاثة ملهوف أو إعانة محتاج في عمل أو قرض أو رأي فيه مصلحة أو أن تغرس غرساً ينتفع به الناس، ففي الحديث: من منح منيحة ورقا أو ذهبا أو سقى لبنا أو أهدى زقاقا فهو كعدل رقبة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط، وفي الحديث: إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل. رواه أحمد وصححه الألباني. وفي الحديث: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعاً. روه الأصبهاني وحسنه الألباني.

وليسع من يخدم الناس في هدايتهم وليستشعر أنه بهذا العمل يجاهد السعاة في تكفير المسلمين عن طريق المساعدات والإغاثات،

والموضوع مهم جداً ولا يكفي فيه فتوى مختصرة، وراجع بعض ما كتب فيه، فراجع كتاب (كيف أخدم الإسلام) لعبد الملك القاسم، وراجع موضوعات في مجلة البيان تتحدث عن هذا الأمر ومن أهمها موضوع (لماذا الدعوة العائلية)، وموضوع (التقنية في خدمة الدعوة إلى الله)، وموضوع (حاجة الدعوة إلى البذل والتضحية)،(الفتور الدعوي عند الشباب الأسباب والحلول) وهي كلها موجودة على الإنترنت يمكن الحصول عليها عند البحث عنها في جوجل.

وراجعوا في بعض التوجيهات القيمة في هذا المجال الفتاوى ذات الأرقام التالية:21752، 21907، 29770، 34846، 35308، 64312، 67272، 31768، 32949، 17982.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني