الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقبل قول الكافر بأن اللحم الذي عنده مصدره حلال

السؤال

طالب يدرس في الصين. ذهبت إلى مطعم فعلمت أن اللحوم التي فيه مذبوحة على الطريقة الإسلامية . حين طلبت إثباتا على هذا الشيء أخرجوا لي شهادة من المجمع الإسلامي في الصين، ومختومة الجمعية الإسلامية في الصين وقد كتبت هذه الشهادة باللغة العربية والصينية واسمها شهادة الأطعمة الإسلامية الحلال (شهادة حلال) . وذكر فيها اسم الشركة صاحبة المطعم ونوع اللحوم التي تقدم في المطعم.
علما أن العاملين في هذا المطعم غير مسلمين، واللحوم هي دجاج فقط. فهل يجوز لي الأخذ بهذه الشهادة التي لديهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد نص بعض الفقهاء على قبول قول الكافر بأنه اشترى اللحم من كتابي؛ كما جاء في الدر المحتار من كتب الحنفية: ويقبل قول كافر ولو مجوسيا قال اشتريت اللحم من كتابي فيحل.. انتهى. ومن باب لو قال اشتريته من مسلم أو ذبحه مسلم.

والحكم بحل اللحم أو حرمته وإن كان من باب الديانات كما يقول الفقهاء ولا يقبل فيه خبر الكافر، ولكن لما كان قوله( اشتريت) من باب المعاملات، وهذا يقبل فيه قول الكافر قبل قوله بحل اللحم أو حرمته ضمنا وليس استقلالا.

ومع ذلك فإننا ننصحكم من باب النصيحة بأن لا تكتفوا بخبر صاحب المطعم ما دام كافرا، وينبغي التأكد من المركز الإسلامي نفسه، بل لا نخفي السائل أنه لو صح عنده أن تلك الشهادة من المركز الإسلامي حقيقة فإنه لا ينبغي له أن يبادر بالأكل حتى يعلم أن المركز الإسلامي لا يتساهل في إعطاء تلك الشهادات، لا سيما ونحن نعيش في زمن ضيعت فيه الأمانة وقل فيه الورع الديني، فينبغي للمسلم أن يتحرى الحلال في مطعمه، وأن يبتعد عن كل ما تحوم حوله الشبهات، وقد جاء في الحديث الصحيح: خير دينكم الورع. وجاء أيضا: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس. والسلامة في الدين لا يعدلها لحم الدجاج ولا غيره من اللحوم، فابتعد عن مطاعم غير المسلمين يسلم لك دينك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني