الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لي سؤال متعلق بما يسمى "دبلة الخطوبة"، الكثير من العلماء -وعلى رأسهم ابن عثيمين رحمه الله تعالى- يراها حراما... وقد قرأت ذلك أيضاً في كتاب "تمام المنة" للعزازي... لكن مع ذلك لم أقرأ دليلاً واحداً على حرمتها سوى أنها تشبه بالكافرين... وأنا بصراحة شديدة أرى إنها من العرف وليست تشبه بالكافرين... وأجد في نفسي الميل الشديد لأرتدي دبلة الخطوبة وأحس بهذه السعادة... لكن إذا كان الأمر حراماً فلا أريده، وقد عرفت أن الشيخ محمد حسان -حفظه الله تعالى- يرى أن الدبلة ليست حراماً لأنها أصبحت من العرف المنتشر بين الناس ولا يصاحبها مطلقاً اعتقاد من أي نوع أنها تربط بين الزوجين بأي شكل ولا أنها تميمة مثلا -والعياذ بالله-، وقد كنت أميل لذلك قبل أن أعرف بهذا الرأي... فماذا ترون لي أن أفعل وما هو الأقرب لرضا الله تعالى، شراء الدبلة أم عدمه حيث إنني لا أجد دليلا على التحريم يقنعني سوى أني قد آخذ بالأحوط... أريد أن أرتديها ولا أريد أن أغضب ربي (علماً بأني إن شاء الله تعالى أنوي إطلاع خطيبي وأسرتي على ردكم)؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا أن لبس خاتم الخطوبة (الدبلة) ليست من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولم تعرف من فعل المسلمين، فالأولى عدم لبسها لمظنة التشبه بعادات الكفار وإن لم يقصد بها ذلك، ولا نرى القول بتحريمها عند انتفاء قصد التشبه أواعتقاد أن لها تأثيراً في جلب المودة بين الزوجين ونحو ذلك، لكن نرى التنزه عنها أولى، وإن كان الخطيب هو من يٌلبسها لخطيبته فيحرم ذلك؛ إذ لا يجوز له لمسها قبل أن يعقد عليها عقد نكاح شرعي، وللفائدة انظري في ذلك الفتوى رقم: 5080.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني