الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يضمن إذا فرط في إعطاء الدواء لأمه فماتت

السؤال

ما حكم من فرط فى علاج أمه بأن لم يعطها كل الدواء و ترتب على ذلك موتها بعد شهر من الزمن .هو لم ينو أبدا الإضرار بها لكنه تهاون و نسيان . و له إحساس شديد بالذنب هل يجب عليه الصيام كفارة مثل فى القتل الخطأ. وما هو عقاب الله له. ألا يكون أصلا عقابا من الله بأن نسي علاج والدته فيلازمه الإحساس بالذنب ما بقى من حياته البائسة دون أمه. وهل الإنسان مخير أم مسير في هذه الأعمال ذات النتيجة السلبية للطرفين؟على حافة الانتحار من شدة الألم .

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

ما وقع من التفريط في علاج الأم يعتبر خطأ كبيرا، والقول بلزوم كفارة القتل فيه أو عدم لزومها يرتب على ثبوت الضمان أو عدم ثبوته.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن التفريط في علاج المريض بعدم إعطائه الدواء حتى يموت يعتبر خطأ كبيرا، ولا سيما إذا كان المفرَّط فيه أم المفرِّط.

فأما ما ذكرته من النسيان فلا لوم عليه فيه ولا حرج؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" أخرجه أحمد وابن ماجه عن أبي ذر وهو صحيح.

وأما تهاونه في إعطائها الدواء فإنه مناف للبر ولا يجوز.

وفيما يخص ما سألت عنه من لزوم الكفارة فإن ذلك يُرتب على تضمينه لما حدث، وفي ذلك تفصيل، فإن كان في مقدور الأم أن تتناول الدواء بنفسها فإنه لا يكون عليه ضمان. وكذا إذا لم يغلب على الظن أن سبب الموت هو عدم أخذ الدواء.

وأما إذا جُزم بأن سبب الموت هو عدم تناول الدواء أو غلب ذلك على الظن، ولم يكن في استطاعتها تناوله بنفسها، وكان هو المتولي لإعطائها الدواء فإننا في هذه الحالة نرى أن عليه الضمان، وبالتالي تكون عليه الكفارة، وتكون ديتها على عاقلته، ولا يرث منها هو شيئا.

وأما عقاب الله له فإنه من أمور الغيب التي لا يمكن أن يعرف عنها شيء قبل حلولها، لكن المجزوم به أنه في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، والتوبة الصادقة ومداومة الدعاء للأم والتصدق عنها وبر رحمها وأهل مودتها كلما أمور نافعة إن شاء الله.

وأما السؤال عما إذا كان الإنسان مخيرا أم مسيرا فإنا قد أجبنا عنه من قبل، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 4054.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني