الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ...

السؤال

ما الفرق بين النبي والرسول مع بيان ذلك بالآية رقم (213) من سورة البقرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان الفرق بين النبي والرسول في الفتوى رقم: 53449 فنرجو أن تطلع عليه تحت هذا الرقم، وأما قولك مع بيان ذلك بالآية.. فلم يتضح لنا، ولعلك تقصد تفسير الآية المشار إليها وهي قول الله تبارك وتعالى: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ.... {البقرة:213}، قال أهل التفسير: كان الناس: القرون بين آدم ونوح وهي عشرة، كانوا على دين واحد هو دين الحق والتوحيد حتى اختلفوا فدخلهم الشرك وآمن بعضهم وكفر بعضهم، فبعث الله نوحاً فمن بعده من النبيين مبشرين بالثواب من أطاع ومنذرين بالعقاب من عصى، وجملتهم مائة وأربعة وعشرون ألفاً، والرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشرة، والمذكورون في القرآن بالاسم العلم ثمانية عشر، وأولهم آدم، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم.

ثم أخبر تعالى عن سنته في الناس وهي أن الذين يختلفون في الكتاب أي فيما يحويه من الشرائع والأحكام هم الذين سبق أن أوتوه وجاءتهم البينات، فهؤلاء يحملهم الحسد وحب الرئاسة والإبقاء على مصالحهم على عدم قبول ما جاء به الكتاب، واليهود هم المثل لهذه السنة فإنهم أوتوا التوراة فيها حكم الله تعالى وجاءتهم البينات على أيدي أنبيائهم ورسلهم... واختلفوا في كثير من الشرائع والأحكام، وكان الحامل لهم على ذلك البغي والحسد والعياذ بالله.. وهدى الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم لما اختلف فيه أهل الكتابين اليهود والنصارى، فقال تعالى: فهدى الله الذين آمنوا. لما اختلف فيه أولئك المختلفون من الحق، هداهم بإذنه ولطفه وتوفيقه فله الحمد وله المنة.

ومن ذلك الحق الذي اختلف فيه أهل الكتاب من قبلنا وهدانا الله تعالى إليه.. توحيد الله الخالص، والإيمان بعيسى عبد الله ورسوله حيث كفر به اليهود وحاولوا قتله، وألهه النصارى... ومنه الهداية ليوم الجمعة وهو أفضل الأيام، والهداية لقبلة أبي الأنبياء إبراهيم... فالله هو وحده الهادي من يشاء إلى صراطه المستقيم، ولذلك يسأله المسلم دائماً وفي كل ركعة من صلاته الهداية إلى هذا الصراط. انتهى ملخصاً من كتب التفسير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني