الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب وصف الله الكافرين بالظلم ووصف المنافقين بالفسق

السؤال

قال الله تعالى في سورة البقرة "والكافرون هم الظالمون" وقال في سورة التوبة "إن المنافقين هم الفاسقون" لماذا وصف الله الكافرين بأنهم ظالمين ووصف المنافقين بأنهم فاسقون؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

وصف الكفار بالظلم والمنافقين بالفسق في الآيتين بهذا الأسلوب هو لحصر تحقق هاتين الصفتين الذميمتين كاملتين فيهم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما ذكر في الآيتين المذكورتين من باب الحصر، فكأن الله تعالى يقول: والكافرون هم الظالمون لا غيرهم، والمنافقون هم الفاسقون لا غيرهم، فالظلم الذي هو وضع الشيء في غير موضعه هو ما يفعله الكافرون من الشرك بالله، كما قال الله تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {لقمان:13}، وبهذا ثبت للكفار الظلم التام...

جاء في تفسر السعدي قوله: وذلك لأن الله خلقهم لعبادته، ورزقهم، وعافاهم، ليستعينوا بذلك على طاعته، فخرجوا عما خلقهم الله له، وأشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً، واستعانوا بنعمه على الكفر، والفسوق، والعصيان، فلم يبقوا للعدل موضعاً فلهذا حصر الظلم المطلق فيهم.

ونقل القرطبي في تفسيره عن عطاء بن دينار قال: والحمد لله الذي قال: والكافرون هم الظالمون. ولم يقل: والظالمون هم الكافرون..

والفسق الذي هو الخروج عن الدين والطاعة... هو ما يتصف به المنافقون... قال الألوسي: إن المنافقين هم الفاسقون: أي الكاملون في التمرد والفسق الذي هو الخروج عن الطاعة والانسلاخ عن كل خير حتى كأنهم الجنس كله، ومن هنا صح الحصر المستفاد من الفصل وتعريف الخبر؛ وإلا فكم فاسق سواهم.

ولهذا استحقوا أن يحصر فيهم الفسق وحدهم لخروجهم عن الطاعة وانسلاخهم من كل خير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني