الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تشرع الاستخارة لطلب الولد

السؤال

أنا متزوجة منذ سنتين متحجبة والحمد لله حسنة الخلق مع كل من حولي، سؤالي هو هل يحق للزوج حرمان الزوجة من الولادة مدة طويلة مع أن لي رغبة كبيرة في الإنجاب و الحمد لله لا ينقصنا المال, المنزل.....و في أحد الأيام استخار زوجي مرة واحدة و لم نرزق، و في استخارته حدد موعد إنجاب أي بعد عام مثلا هل يجوز مثل هذه الاستخارة، أرجوكم أنا أنتظر الجواب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من الحكم التي من أجلها شرع الله تعالى الزواج هي إعمار الأرض بالذرية الصالحة من الأبناء والبنات, فمن منع ذلك فهو يمنع أحد مقاصد النكاح التي لكلا الزوجين الحق في تحصيلها، فلا يجوز لزوجك الامتناع من الإنجاب وحرمانك من أن تكوني أماً, قال تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا {الكهف: 46}.

أما عن الاستخارة فلا محل لها في هذا المقام, والإنجاب أحد المقاصد الرئيسية للزواج, بل المحافظة على النسل أحد مقاصد الشريعة الخمس, ففي تفسير قوله تعالى في آيات الصيام: وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ {البقرة:187}، قال ابن كثير: يعني الولد.

وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير:...أو اطلبوا ما قدر الله لكم من الولد تحريضا للناس على مباشرة النساء عسى أن يتكون النسل من ذلك، وذلك لتكثير الأمة وبقاء النوع في الأرض. انتهى.

وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مرسل أنه قال: تناكحوا تكثروا, فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة.

فتلطفي لزوجك في إقناعه بما قلناه وبما يرجى من منافع الولد في الدنيا والآخرة، نسأل الله أن يصلح حالكم ويرزقكم ذرية صالحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني