الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم أكل المش؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيجوز أكل (المش) استصحاباً للأصل في الأطعمة، وهو الإباحة ما لم يرد نهي من الشارع، وما لم يكن مضراً بالصحة ضرراً معتبراً شرعاً، فلا يجوز حينئذ تناوله. ومما يتعلق بهذه المسألة: وجود الدود في (المش) فهل يؤثر على حكم تناوله من حيث الحل أو الحرمة أم لا؟ وإليك تفاصيل الفقهاء:
1/ قال الحنفية: يباح أكل الدود الذي لا ينفخ فيه الروح، سواء كان مستقلاً أو مع غيره، وأما الدود الذي تنفخ فيه الروح، فإن أكله لا يجوز، سواء كان حياً أو ميتاً، مستقلاً أو مع غيره، ومثله السوس.
2/ وقال الشافعية: بأن دود الجبن أو الفاكهة إن كان منشؤه منها يباح أكله معها، ولا فرق في جواز أكله بين الحي منه والميت، وبين ما يعسر تمييزه وما لا يعسر، لكن إذا تنحى عن موضع أو نحاه غيره عنه، ثم عاد بعد إمكان صونه عنه، ففي هذه الحالة لا يجوز أكله.
3/ وأما الحنابلة: فقد أباحوا أكل الدود والسوس تبعاً لما يؤكل، فقالوا: يجوز أكل الفاكهة بدودها، وكذلك الجبن والخل بما فيه، ولا يباح أكل دود وسوس استقلالاً.
4/ وقال المالكية: الدود المتولد من الطعام كدود الفاكهة والمش يؤكل مطلقاً بلا تفصيل، سواء كان حياً أو ميتاً، وإن كان غير متولد في الطعام، فإن كان حياً وجبت ذكاته بما يموت به، وإن كان ميتاً: فإن تميز يطرح من الطعام، وإن لم يتميز يؤكل إن كان الطعام أكثر منه، فإن كان الطعام أقل أو مساوياً لا يجوز أكله، فإن شك في الأغلب منهما يؤكل لأن الطعام لا يطرح بالشك، ومحل ذلك ما لم يضر وقبلته النفس، وإلا فلا يجوز أكله.
انظر: الفقه على المذاهب الأربعة للشيخ عبد الرحمن الجزيري رحمه الله الجزء الثاني ، كتاب: الحظر والإباحة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني