الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم انتحال الفتاة شخصية امرأة أو رجل في المحادثة عبر النت

السؤال

نظرا لانتشار الشبكة العنكبوتية وسهولة المحادثة مع أشخاص كثر, أدى ذلك إلى انتحالي عدة شخصيات من صنع الخيال مثل شخصية بنت معقدة، بنت من عائلة ثرية ووحيدة، شخصية بنت مثقفة ... حتى وصل بي الأمر إلى التحدث مع الآخر بصفتي ولدا وليس فتاة.
المشكلة هو تعلق الناس بي و مسألة الكذب على الآخرين تؤرقني. كانت مجرد قكرة خطرت في بالي وأحببت تجربتها، علما بأنني إنسانه ملتزمة ومشاركة بعدة جمعيات تطوعية.
أريد أن أتوب ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. متفق عليه.

والكذب في المزح فيه وعيد خاص ففي سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم ويل له ويل له.

فعليك أن تتوبي إلى الله عز وجل، فإن ذلك معدود من كبائر الذنوب ويشترط لصحة التوبة:

أولا: أن تندمي على فعلك هذا.

ثانيا: أن تعزمي عزما أكيدا ألا تكذبي أخرى.

ثالثا: أن تقلعي عن هذا الذنب مباشرة.

فإنك إن تبت إلى الله توبة نصوحة تاب الله عليك.

قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}

وانظري الفتوى رقم: 95207.

واعلمي أن ما خطر ببالك إنما هو من وسوسة الشيطان لك فاحذريه.

قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {البقرة:168}

وكذلك محادثتك التي لا تخلو أن يكون منها محادثات مع شاب، وذلك يجوز إلا لحاجة معتبرة شرعا، وفي إطار الضوابط الشرعية.

فتوبي إلى الله عز وجل منه، وانظري الفتوى رقم: 97907.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني