الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من العلاقات المحرمة مع النساء

السؤال

هو ليس بسؤال ولكن استفسار فأنا رجل كنت قبل ذلك خاطبا ولم يتم الزواج وكثيراً ما كانت خطوبات تنعكس حيث إنها كانت على علم بها وأخبرني شخص متدين أن ذلك لربما ناتج عن عمل أو سحر وعملت لي رقية وكان هناك عمل فعلاً والحمد لله شفيت وتزوجت الآن دون علمها، ولكنها عرفت ذلك بعد الزواج ولكن منذ زواجي وأنا دائماً فى مشاكل مع زوجتي بسبب علاقات مع نساء أخريات وأعلم تماما أن هذا حرام، ولكني أجد نفسي فى موقف يربطني بإحداهن والآن أريد أن أعرف هل من الممكن أن يكون هذا عمل للتفرقة بيني وبين زوجتي أم إنه عقاب من رب العالمين لمعصيتي، ولكني أتعجب أني أفعل هذا وأنا منكر له ودوماً زوجتي تكتشف شئياً يعكر صفو حياتنا وقد وصل كثيراً لحد طلب الطلاق، ولكني أستغفر الله وأتوب إليه وأثناء حدة الحوار أرى زوجتي وكأني لا أعرفها، فبالله عليكم أجيبوني لأني فعلاً فى حيرة، هل يمكن أن يكون كل هذا عمل أم أنه عقاب من رب العالمين ولا يمكن أن يرتبط بعمل أو سحر وماذ أفعل.. وفقكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله أن منّ الله عليك بالعافية والشفاء ويسر لك أمر الزواج، وكان عليك أيها السائل أن تقابل نعمة الله هذه بالشكر، فتكف نفسك عما حرم الله وتغض بصرك عما يسخط الله، فغير خاف عليك أن العلاقات المحرمة مع النساء سبب في ضياع الإيمان وذهابه والعياذ بالله، ولا شك أن الذنوب والمعاصي سبب في كدر العيش وتنغيص الحياة وضيق الصدر وكثرة الهموم والغموم وتعقد الأمور، وعموماً فهي سبب كل بلاء وضيق وحرمان، قال سبحانه: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:124}، كما أن الطاعة سبب كل يسر وسعة وعطاء، قال سبحانه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {النحل:97}.

قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الداء والدواء: وتجترئ عليه (أي المعاصي) شياطين الإنس بما تقدر عليه من الأذى في غيبته وحضوره وتجترئ أهله وخدمه وأولاده وجيرانه حتى الحيوان البهيم قال بعض السلف: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق امرأتي ودابتي.

فتنبه أخي لهذا، ولا تلق باللائمة على السحر والسحرة، فأنت أنت الذي ظلمت نفسك، وأنت أنت الذي أوردتها موارد التهلكة، فبادر بالتوبة قبل أن يحال بينك وبينها، قال ابن الجوزي رحمه الله: وربما بغت العاصي بأجله ولم يبلغ بعض أمله، وكم خير فاته بآفاته، وكم بلية في طي جناياته، قال لقمان لابنه: يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة. اهـ

فاشتغل بالرجوع إلى الله سبحانه يبدل حالك من الضيق إلى السعة، ومن الحزن إلى الفرح، ومن الخوف والقلق إلى الأمن والسكينة.

وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى التالية: 27789.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني