الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السر في ذكر لفظ (الناس) في قوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت)

السؤال

ذكر الله في محكم التنزيل الحج (للمكان والمكانة) بلفظ "الناس" لكن في
الفرائض الأخرى كان الخطاب فيها "يا أيها الذين آمنوا " فما السر في ذلك؟ وما الحكمة منها؟
أفتونا، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أورد ابن حجر العسقلاني في كتابه "العجاب في بيان الأسباب"، عند كلامه على سبب نزول قول الله -تعالى-: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ {آل عمران: 97} ما أخرجه الفاكهي في كتاب مكة عن عكرمة أنه قال: لما نزلت (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) [آل عمران:85] قالت اليهود: فنحن على الإسلام، فما يبتغي منا محمد؟ فأنزل الله -عز وجل- حجاً مفروضاً (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) [آل عمران:97]، فقال النبي -صلى الله عليه سلم-: "كتب عليكم الحج.".

زاد ابن نجيح عن عكرمة فقال الله تعالى لنبيه: حُجَّهم أي اخصمهم، فقال لهم: حجوا، فقالوا: لم يكن علينا، فأنزل الله (ومن كفر فإن الله غني عن العالمين [آل عمران:97] فأبوا، وقالوا: ليس علينا حج.

وهذا الأثر عند الفريابي، وعبد بن حميد، والطبري من طريق ابن أبي نجيح، عن عكرمة، ولفظه: لما نزلت (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) [آل عمران:85] قال الملل: نحن مسلمون. فنزلت، فحج المسلمون وقعد الكفار.

وذكره سعيد بن منصور في السنن عن عكرمة إلى قوله: قيل لهم: حجوا، فإن الله قد فرض على المسلمين حج البيت من استطاع إليه سبيلًا، فقالوا: لم يكن علينا، وأبوا أن يحجوا، فأنزل الله: (ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) [آل عمران97].

فلهذا كان الخطاب بلفظ "الناس" في القرآن الكريم في فريضة الحج من بين سائر الفرائض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني