الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبيل إلى بناء مجتمع محافظ على هويته الإسلامية

السؤال

سؤالي عن كيفية بناء مجتمع مسلم خال من جميع المعتقدات الغربية والتي أصبح تأثيرها واضحا على معظم أبناء الأمة الإسلامية وكيفية توجيه هؤلاء الناس إلى الفكر المستنير والطريق المستقيم لبناء مجتمع مسلم قادر على مواجهة الكفر بأساليبه وأفكاره؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق لنا فتوى مهمة عن وسائل الحفاظ على الهوية الإسلامية، بينَّا فيها بعض الأمور العملية التي تحفظ الشخصية الإسلامية، وتعين إخواننا في فلسطين بالذات على عدم التأثر باليهود الذين يعيشون معهم. وهي برقم 27185.

كما سبق أن بينَّا أن قضية الهوية من مقومات التميز والبقاء للأفراد والأمم، وذلك في الفتوى رقم: 55038.

وسبق لنا كذلك الحديث عن الغزو الفكري ومعناه وأهدافه ووسائله وكيفية مواجهته، وبعض مؤلفاته، في الفتويين: 27156، 75910.

وسبق أيضا بيان أسباب الانحراف ومظاهره، وعلاجه الذي يكمن في شيء واحد، وهو التمسك بالإسلام عقيدة وشريعة، منهجا وأخلاقا، علما وعملا. دعوةً وفكرا، وذلك في الفتوى رقم: 17114.

وكذلك سبق لنا بيان مقومات غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة، والدلائل التي سلكها القرآن في غرسها، في الفتويين: 97627، 56067.

ولا يخفي ما لوسائل الإعلام من دور فعال في إصلاح أو إفساد المجتمعات المعاصرة حيث أصبحت في الأعم الأغلب هي وسيلة المعرفة والثقافة والعلم والتربية والتعليم، وقد سبق لنا بيان ضرورة وفرضية توجيه هذه الوسائل نحو الفضيلة والإصلاح قدر المستطاع، وذلك في الفتوى رقم: 7113.

فإذا طالع السائل الكريم مجموع هذه الإحالات السابقة اتضح له المنهج الذي يقوم عليه بناء مجتمع مسلم خال من جميع الانحرافات العقدية والفكرية، وإن كان لابد من تلخيص هذه المقومات فما علينا إلا أن نقرأ هذه السورة الفذة الوجيزة: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) فلابد من قيام طائفة من هذه الأمة بحمل هذا الواجب من تعلُّم دين الله كما أنزل، والعمل به، والدعوة إليه، والصبر على ذلك، كما قال تعالى: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ {التوبة: 122} وقال سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ { آل عمران: 104}.

وأما صياغة ذلك في شكل خطوات عملية فهذا يختلف بحسب الأشخاص والظروف المحيطة والإمكانيات المتاحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني