الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال لا يمدح أو يذم لذاته

السؤال

قرأت في كتاب الجواهر السنية أن الله عز وجل قال: إذا أتاكم المال احزنوا لأنه يأتي معه الابتلاء. هل معنى ذلك أنه إذا جاءني المال أرفضه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نطلع فيما بين أيدينا من كتب على أثر بهذا المعنى، وأما بخصوص هذا الكتاب المذكور في السؤال فإن كان المقصود كتاب الجواهر السنية في الأحاديث القدسية للعاملي فهو كتاب لا يعتمد عليه مرجعا للأحاديث القدسية.

والمال لا يمدح أو يذم لذاته، وإنما يمدح أو يذم لاعتبارات خارجة عنه، فقد يكون المال نعمة، وهذا في حق من كسبه من الحلال وينفقه في الحلال ويعرف حق الله تعالى فيه، وانظر ما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: نعم المال الصالح للمرء الصالح. رواه الإمام أحمد. ومن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان من الأغنياء وأصحاب الأموال فسخر هذا المال في نصرة دين الله وتجهيز المجاهدين في سبيل الله، ومن هؤلاء أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين.

وقد يكون المال نقمة كما هو الحال في حق من يكسبه من الحرام أو ينفقه في الحرام أو لا يراعي لله فيه حقا، فقد يكون مثل هذا المال مصدر شقاء لهذا الصنف من الناس. قال تعالى: فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ {التوبة:55} ولمزيد الفائدة راجعي الفتويين: 99090، 18551.

وعلى هذا فإن جاءك مال من طريق حلال من غير استشراف نفس منك فلا ترفضيه، ولكن عليك أن تتقي الله فيه، وكون الشيء مما يبتلي الله عز وجل به لا يعني أن يرفضه الإنسان، فإن النساء والبنين من نعم الله عز وجل وهما مما قد يبتلي الله به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني