الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المبيت بمنى معناه وحكمه وآدابه

السؤال

ما معنى المبيت بمنى هل هو مجرد المبيت والنوم وهل لا يستحب الذكر أو قراءة القرآن أو التهجد، أم هناك شعائر معينة تؤدى بمنى، وما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في المبيت بمنى، فأرجو الإفادة بالأدلة الشرعية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمبيت بمنى مشروع ليلة التاسع من ذي الحجة، وهو سنة غير واجب في هذا الموضع باتفاق، ونقل ابن قدامة الإجماع على عدم وجوبه، ومشروع كذلك في ليالي أيام التشريق، والراجح وجوبه في هذا الموضع، وانظر لذلك الفتوى رقم: 5229، ومعنى المبيت الواجب هو البقاء بمنى أكثر الليل.

قال الحافظ: ولا يحصل المبيت إلا بمعظم الليالي. انتهى.. فمن بقي بمنى من أول الليل إلى ما بعد نصفه ولو قليلاً فقد حصل له المبيت، وليس معنى المبيت النوم، بل معناه المكثُ والبقاء هذه المدة، والمنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعد نزوله إلى مكة وطوافه بها طواف الإفاضة يوم النحر رجع إلى منى فبقي بها يرمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق بعد الزوال ويبيت الليل بمنى حتى نفر إلى مكة لطواف الوداع بعد أيام التشريق الثلاثة، وانظر لذلك الفتوى رقم: 61936.

ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم ذكر معين ولا صلاة مخصوصة بمنى، ولكن المعلوم من حاله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يفترُ عن الذكر، بل كان كما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: يذكر الله على كل أحيائه. أخرجه مسلم.

وأيام التشريق خصوصاً هي أيام ذكر كما دل على ذلك القرآن والسنة، ففي القرآن قال الله تعالى: وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ... {البقرة:203}، قال ابن عباس: أي أيام التشريق، وفي الحديث: أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى. رواه مسلم.

وعلى هذا فمن بقي بمنى معظم الليل على أي حال كان فقد أدى الواجب عليه، ولو لم يتطوع بالصلاة أو الذكر أو القراءة، فإن اجتهد في القراءة والذكر وقراءة القرآن فحسن لعموم الأدلة المرغبة في هذه الأعمال وخصوصا ما ورد في هذه الأيام كما أسلفنا، وهذا أولى بالحاج ليغتنم شرف الزمن وشرف البقعة بعمارة أوقاته بما فيه مرضاة ربه عز وجل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني