الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استيقظ من نومه فوجد بللا

السؤال

أنا يخرج مني مذي أثناء النوم هل يكتفى بالوضوء فقط، أم اغتسال كامل الجسم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا الفرق بين المني والمذي في الفتوى رقم: 35657 ، فلا يجبُ عليك الغسلُ إلا إذا خرج منك المني، فإن تحققت أن الذي خرج منك أثناء النوم المني فالواجب عليك الغسل، وإن تحققت أنه مذي فالواجبُ عليكَ أن تطهر ما أصابه من بدنك وثوبك وتغسل ذكرك وتتوضأ، وإن شككت فإنك تعملُ بالقرائن، فما رجحته القرائن عملت به، وما لم تكن قرينة فأنت مخيرٌ عند الشافعية في جعله أيهما، وهو المُفتى به عندنا.

وعند الحنابلة تفصيل. قال في مطالب أولي النهى: وإن أفاق نائم فوجد بللا ببدنه أو ثوبه أو فراشه ... فإن تحقق أنه مني اغتسل وجوبا ، ولو لم يذكر احتلاما . قال الموفق: لا نعلم فيه خلافا، ولا يغسل ما أصابه؛ لطهارة المني، ويعرف المني بريح كريح عجين وريح طلع نخل حال كونه رطبا، أو ريح بياض بيض حال كونه جافا، وإن تحقق أنه غير مني طهر ما أصابه فقط من بدن وثوب؛ لأنه نجس. وإن اشتبه عليه ذلك البلل بأن لم يدر أمني أو مذي ؟ وتقدم نومه سبب من برد أو نظر أو فكر أو ملاعبة أو انتشار طهَّر ما أصابه لرجحان كونه مذيا بقيام سببه، إقامة للظن مقام اليقين، كما لو وجد في نومه حلما فإنا نوجب الغسل لرجحان كونه منيا بقيام سببه. وإلا يتقدم نومه سبب، ووجد بللا في ثوبه أو بدنه أو فراشه اغتسل وجوبا وتوضأ مرتبا متواليا وطهر ما أصابه أيضا. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني