الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإسهامات الفكرية والعلمية للمسلمين

السؤال

ماهي الإسهامات الفكرية والعلمية عند المسلمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن أعظم وأضخم إسهام للمسلمين كان للجيل الأول منهم، وهم الذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على يديه، وقال فيهم: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. متفق عليه.

وكان أعظم ما قدموه للبشرية أن أخرجوها من ظلمات الشرك والوثنية إلى أنوار التوحيد والإيمان، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، معتمدين في ذلك على كتاب ربهم وهدي نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، وهذا هو مصدر الوحي المعصوم، الذي تخلف المسلمون عنه الآن فصاروا إلى ما نعلم جميعا.

فحمل أمانة الرسالة وأداؤها للبشرية والجهاد في سبيل ذلك، كان أعظم ما قام به المسلمون منذ أن وجدوا.

نقول ذلك لأهمية التنبه له، وإن كنا نظن أن السائلة تعني بسؤالها ما قدمه المسلمون من علوم إنسانية ونظرية وتجريبية كعلم الاجتماع والاقتصاد والطب والهندسة، وما إلى ذلك، وهذه العلوم كان المسلمون هم سادة الدنيا فيها أيام كانوا يحملون راية القرآن والسنة، فلما تهاونوا في دينهم و تنكروا لتاريخهم وحملوا راية العلمانية بصورها المختلفة، أنساهم الله أنفسهم، جزاء وفاقا، ولا يظلم ربك أحدا.

وننصح السائلة بقراءة كتاب: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للشيخ أبي الحسن الندوي رحمه الله.

وتفصيل القول في دور المسلمين في هذه العلوم لا يتسع له مجال الفتوى، فنحيل السائلة على الكتابات المتخصصة في هذا الجانب وهي كثيرة ما بين مطول ومختصر. ومن ذلك ما جمعه الأستاذ علي بن نايف الشحود في كتابه: الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل، في فصل الجانب العلمي في الحضارة الإسلامية، ومما قال فيه: العلوم المقتبسة هي العلوم التجريبية التي تقوم على التجربة والاستنباط، وتهدف إلى إسعاد الناس وتسهيل حياتهم وخدمتهم، وهذه العلوم مثل الفلك والهندسة والحساب والجبر والكيمياء والفيزياء والتاريخ الطبيعي والطب، وغير ذلك من العلوم التطبيقية. وقد أسهم المسلمون الأوائل بدور كبير في هذه العلوم، لأن ديننا الحنيف يحث دائمًا على البحث والتحري ودقة النظر، والتأمل في معالم هذا الكون، واستنتاج قدرة الله عز وجل، ولقد تعددت إنجازات المسلمين في العلوم المقتبسة. اهـ.

ثم فصل الكلام في كل فرع من فروع هذه العلوم وذكر رواد المسلمين فيها ومنجزاتهم. وهذا الكتاب متوفر على موقع المكتبة الشاملة.

وللأستاذ الدكتور: عبد الله بن عبد الله حجازي. مقال جيد بعنوان: دور المسلمين الحضاري في تطور العلوم نشر في مجلة البيان العدد 140 / ص 90.

وقد سبق أن أشرنا إلى سر تخلف المسلمين في العلوم المعاصرة في الفتوى رقم:28007.

وختاما نذكر بأن ريادة المسلمين للعالم في كل المجالات لن تعود حتى يعودوا إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فبذلك ينالون عز الدنيا وشرف الآخرة، قال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {التوبة: 100}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني