الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم بيع أثاث يظن أن به سحرا أخفي فيه

السؤال

هل إذا كان هناك سحر في أثاث المنزل سرير دولاب كراسي وما شابه ذلك هل إذا قمت ببيعه لمن لا أعرفه من الناس أكون متسببا بضرر هذا الشخص أم أن السحر في هذه الحالة لا يضره؟ أحد المشايخ المعالجين بالقرآن أخبرنا بشكه القوي في أن يكون هناك سحر مخفي في أثاث المنزل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الشك الذي يزعمه هذا الرجل ليس مستندا لدليل فإنا ننصحك بالإعراض عنه والحفاظ على الأذكار والتعوذات المأثورة، وتتحصن بها من شر كل ذي شر، ونرجو الله تعالى أن يحميك من شر السحر وغيره إذا واظبت على تلك التحصينات الربانية.

وأما إن أردت التخلص من الأثاث فيتعين عليك أن تحب الخير لإخوانك كما تحبه لنفسك، وأن تعاملهم بما تحب أن يعاملوك؛ عملا بالحديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه رواه البخاري ومسلم.

وفي الحديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يجب أن يؤتى إليه. رواه مسلم.

وبناء عليه؛ فلا نرى أنه يسوغ أن تبيع ما يخاف حصول الشر باستعماله للآخرين لأن المشتري لو علم بالأمر فربما يرفض الشراء، ولا يجوز كتم الأمر عنه إذا كان يخشى حصول الضرر، لما في الحديث: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك. ولا يجوز كتم الأمر لما فيه من الغش، وفي حديث مسلم: من غشنا فليس منا.

وقد ذكر الفقهاء أنه يجب على البائع تبيين ما يكره في السلعة، قال المواق في شرح مختصر خليل: نهى عليه الصلاة والسلام عن الغش والخلابة في البيع فمن ذلك ما يجري في بيع المرابحة مما يكتمه البائع من أمر سلعته مما لو ذكره كان أوكس للثمن وأكره للمبتاع. انتهى.

وأما حصول الضرر فعلا للمشتري فليس عندنا ما يمكن الجزم به في شأنه فنرجو أن تراجع فيه أصحاب الاختصاص في أمور الرقية الشرعية والخبرة بمسائل السحر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني