الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المنتجات الأوروبية المحتوية على عصارة حيوانية

السؤال

أعلنت شركة ماستر فودز المصنعة للحلويات المشهورة: مارس، باونتي، سنيكرس، تويكس وغيرها أنها إبتداء من هذا الشهر يناير 2009 ستبدأ بتغيير طريقة إنتاجها لجميع منتجاتها بما فيها الآيس كريم. وذلك باستبدال المواد النباتية بمواد حيوانية عصارة المعدة لصناعة هذه الحلويات. هل ستدخل هذه المنتجات في طور التحريم بالنسبة للمسلمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه المواد الحيوانية إن كانت مأخوذة من حيوان حلال بعد ذكاته فلا إشكال في جوازها. وإن علم أن أصلها ميتة أو من حيوان محرم الأكل كالخنزير أو غير مذكى، فإن تمت معالجتها حتى تحولت إلى مادة أخرى قبل إضافتها إلى المأكولات فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنها تطهر ويجوز استعمالها. أما إذا لم تحصل معالجتها أو حصلت لكنها لم تحولها إلى مادة أخرى فإنها تبقى على أصلها، وهو النجاسة وحرمة الاستعمال؛ لأنه بامتزاج تلك المادة النجسة بها صارت نجسة؛ لأن كل مائع غير الماء الطهور يتنجس بمجرد ملاقاة النجاسة.

أما إذا كانت مجهولة الحال أو المصدر، فالظاهر أنها مباحة؛ لعموم البلوى وجهالة الأصل، ولأن أغلب هذه المواد المصنعة تكون قد جرى عليها معالجة حتى تتحول عن أصلها.

والذي يجري عادة أن الشركة المصنعة تكتب مكونات كل سلعة على غلافها بصورة مفصلة ترفع الشك، وأحيانا تكون هناك عبارة مبهمة مشبوهة، مثل أن يكتب ضمن المكونات: دهون حيوانية، دون تحديد نوع الحيوان، هل هو عجل أو خنزير. وفي هذه الحال نرى توخي الحذر طالما وجدت الشبهة؛ لأن كونها من الخنزير ليس احتمالا ضعيفا. وهذا يكفي في وجوب تجنبها.

وإن اختلف في مصدر هذه المواد، وتضاربت فيه الأقوال، وحصل الشك بحيث لا يستطع الإنسان أن يرجح أيا من الاحتمالات، فيجب عندئذ توخي الحذر أيضا، لأن احتمال كونها من الخنزير أو من حيوان غير مذكى ليس ضعيفا، وهذا يكفي في وجوب تجنبها، كما سبق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ. رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ، والنسائي وأحمد، وصححه الألباني.

وراجع في ذلك الفتوى رقم: 6861. والفتوى رقم: 117865. وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني