الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطورة الإسراف في الزينة

السؤال

جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم، وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم. سؤالي أريد إيضاحا أكثر عن موضة الشباب التي يطلقون عليها الكدش، فقد لاحظت في حلقة عرضت على قناتنا السعودية بأن الشباب الذين يقومون بهذا الشيء يقولون نحن لم نخالف السنة من ناحية القزع، وبالنسبة للتشبه نحن لم نتشبه بالغرب، بل موضة حالها حال أي موضة، فهم يقولون نريد أن نعرف الاعتراض. ما فعلنا شيئا غلطا، مع أن أكثرهم فيهم خير، وحتى القناة رصدتهم وهم يصلون، فهم فيهم خير، لكن أتمنى الإيضاح، أنا لا أقبل هذا العمل لكن لماذا؟ لأني أتكلم من ناحية فطرية. أتمنى إيضاحا وردا كافيا وشافيا من الناحية الشرعية؟ وجزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج في تسريح الشعر بأية طريقة يتزين بها الإنسان، بشرط أن لا يكون في ذلك تشبه بالكفار أو الفساق فيما اختصوا به، ولم يشاركهم فيه غيرهم، أو تشبه الرجال بالنساء فيما اختصصن به أيضاً، وأما مع التشبه المذكور فإن ذلك لا يجوز. كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 109697، والفتوى رقم: 54754.

فلا بد من مراعاة ضابط الاختصاص سواء في التشبه المحرم بالكفار، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 3310، أو في تشبه الرجال بالنساء، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 36376.. وأما القزع فقد سبق تعريفه وبيان حكمه في الفتوى رقم: 24367، والفتوى رقم: 28635.

على أنا ننبه على خطورة الإسراف في الزينة، ولا سيما للرجال، فليس هذا مما ينفع بل إنه يضر، وقد: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غباً. رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح، والنسائي، وصححه الألباني. الغب أي حينا بعد حين. فلا يرجل شعره يومياً، فإن في ذلك شغلاً بما غيره أنفع منه، قال ابن القيم في (حاشيته على سنن أبي داود): العبد مأمور بإكرام شعره، ومنهي عن المبالغة والزيادة في الرفاهية والتنعم، فيكرم شعره ولا يتخذ الرفاهية والتنعم ديدنة بل يترجل غباً. انتهى.

وقد ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً عنده الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تسمعون؟ ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان، إن البذاذة من الإيمان. رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني، قال الخطابي: البذاذة سوء الهيئة والتجوز في الثياب. وقال ابن حجر: البذاذة رثاثة الهيئة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما بعث به إلى اليمن: إياك والتنعم، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين. رواه أحمد وحسنه الألباني. وراجع للأهمية الفتوى رقم: 26162، والفتوى رقم: 27336.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني