الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزمن الذي يخرب فيه ذو السويقتين الكعبة المشرفة

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
قرأت في أحد المنتديات ما عنوانه :
" أوباما وقصة الساقان الطويلتان حوار عن قرب الآخرة ، يتحدث أن أوباما قد يكون هو الرجل الذي ذكر الرسول أنه يهدم الكعبة وغير ذلك، وددت إضافة جميع الكلام نصا لكن لأن حجم السؤال لا يكفي ولأنه لا يمكن إضافة روابط أضفت الموضوع ويمكن البحث عنه في أحد مواقع البحث على الإنترنت، فما رأيكم في هذا الكلام ؟؟!!
وفقنا الله وإياكم..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه قد ثبت في الأحاديث ما يدل على أنه ستكون نهاية الكعبة على يد رجل من الحبشة يقال له: ذو السويقتين، وحمل هذه الأحاديث على المعاصرين اليوم غير ظاهر، بل إن الظاهر أنه سيكون ذلك في آخر الزمان في وقت خلت فيه الأرض من أهل التوحيد، وقبل أوان قيام الساعة بقليل، نص على ذلك العلماء، كابن حجر وغيره.

وسيأتي قبل هذا من أحداث آخر الزمن ظهور المهدي ونزول عيسى فان المهدي يبايع عند الكعبة ثم ينزل عيسى بعد ظهور المهدي ويعيش المسلمون فترة وهم ظافرون غالبون، ثم يأتي ذو السويقتين في مرحلة متأخرة عن ذلك.

ففي الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قيل هذا الحديث يخالف قوله تعالى: أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ولأن الله حبس عن مكة الفيل ولم يمكن أصحابه من تخريب الكعبة ولم تكن إذ ذاك قبلة، فكيف يسلط عليها الحبشة بعد أن صارت قبلة للمسلمين؟ وأجيب بأن ذلك محمول على أنه يقع في آخر الزمان قرب قيام الساعة حيث لا يبقى في الأرض أحد يقول: الله الله، كما ثبت في صحيح مسلم: لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله. ولهذا وقع في رواية سعيد بن سمعان: لا يعمر بعده أبدا.....اهـ

وقال المناوي في شرح حديث ابي داود: اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة.

قال: ولا يعارضه قوله تعالى {حرما آمنا} لأن معناه آمنا إلى قرب يوم القيامة فإن هذا التخريب يكون في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام على ما ذكره بعضهم فيأتي إليه الصريخ فيبعث إليه. وقال الحليمي: بل بعد موته وبعد رفع القرآن ورجحه بعض الأعيان وجمع بحمل الأول على أنه يهدم بعضه في زمن عيسى فيبعث إليه فيهرب ثم بعد موته ورفع القرآن يعود ويكمل هدمه إشارة إلى رفع معالم الدين من أصلها…. اهــ.

ومن هنا يتبين لك مجانبة ما قرأته في المنتدى للصواب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني