الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العهد الذي أعطاه حذيفة لقريش بألا يقاتلهم

السؤال

أرجو من فضيلتكم توضيح مدى صحة هذه القصة: أن حذافة بن اليمان أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبل غزوة بدر مهاجراً من مكة إلى المدينة، فقال: يا رسول الله، قريش أمسكت بي فما تركوني حتى أقسمت لهم أنني لن أحاربهم أبداً، فقال له النبي فرحاً: الحمد لله على نجاتك، ويوم غزوة بدر رأى النبي صلى الله عليه وسلم حذافة بن اليمان خارجاً مع الجيش، قال له النبي: ألم تعاهدهم ألا تحاربهم؟ قال: ماذا تقول يا رسول الله؟ قال له النبي: عد ولا تتبعنا و نفذ وعدك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعل السائل الكريم يقصد حديث حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما- في سبب تخلفهما عن حضور بدر؛ فهذا الحديث رواه جماعة من أهل العلم بأسانيدهم وبألفاظ متقاربة منهم الطبراني في الكبير، وأبو عوانة في مستخرجه، وابن عساكر في تاريخ دمشق، كما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة حذيفة..

ولفظه كما في مستخرج أبي عوانة: عن حذيفة- رضي الله عنه- قال : ما منعنا أن نشهد بدرا إلا أنا أقبلنا أنا وأبي- يعني اليمان- نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر فعارضنا كفار قريش فأخذونا ، فقالوا : إنكم تريدون محمدا ، قال : قلنا ما نريده قال : فأعطونا عهد الله وميثاقه لتنصرفن إلى المدينة ، ولا تقاتلونا فأعطيناهم عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة، قال: فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بذلك، فقال: نستعين الله عليهم، ونفي لهم بعهدهم، ارجعا إلى المدينة فذلك الذي منعنا.

وقد صححه الذهبي في التلخيص. والظاهر من سياق القصة أن المعاهدة كانت على أن لا يحاربوهم معه صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر، وليس القصد هو المعاهدة على ألا يحارباهم مطلقا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني