الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من إيذاء زوجة الابن المحسنة

السؤال

ماذا أفعل مع أبي، الذي يعامل زوجتي معاملة سيئة جدًّا؟ ووالدتي متوفاة، وزوجتي تقوم بخدمة أبي، وإخوتي، ولكنه يقوم بمحاسبتها على كل كبيرة وصغيرة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فعليك أن تنصح والدك برفق، ولين، وأن تبين له أن ما يقوم به من التعنت مع زوجتك، ومعاملتها بهذه الطريقة غير المرضية، أمر لا يجوز، فإن الله سبحانه قد أمر بالإحسان إلى عموم الناس في القول، والفعل، فمن باب أولى من تجمعهم بالشخص علاقة رحم، أو مصاهرة، فإن حقهم في البر والصلة يزيد ويتأكد.

فإذا انضاف إلى هذا كونها متبرعة بما تقوم به من خدمة والدك، وإخوتك - لأن الزوجة لا يجب عليها إلا خدمة زوجها وحده، دون أهله - فهنا يتأكد الإحسان أكثر وأكثر، وقد قال الله جل وعلا: هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ {الرحمن:60}، يعني: ما جزاء الإحسان إلا الإحسان.

حتى ولو حدث منها نوع من التقصير، أو التفريط في الخدمة، فينبغي ألا تلام عليه -لا من قبل الزوج، ولا من قبل أهله-؛ لأن المتبرع المحسن يرتفع عنه اللوم، والعتاب، كما قال سبحانه: مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ {التوبة:91}، قال القرطبي: وهذه الآية أصل في رفع العقاب عن كل محسن. انتهى. وقال البيضاوي: ما على المحسنين من سبيل. أي: ليس عليهم جناح، ولا إلى معاتبتهم سبيل. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني