الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاجتماع للذكر هو الأصل

السؤال

أريد أن أعرف هل يجوز الذكر الجماعي، وإذا صح الذكر الجماعي فهل يجوز الذكر على الطريقة الآتية: إغماض العيون بنية الخشوع، إطفاء الأنوار، أن يكون هنالك شيخ ويقول: قولوا: الله، الله في قلوبكم, وأن يقول مثلا سبحوا مائة،أو هللوا مائه إلخ إلخ إلخ.؟
وأخيراً أريد أن أطلب من حضرتكم إرفاقي بالأدلة القاطعة مع السند، وأين يمكن إيجادها في أي كتب؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ذكر الله تعالى والاجتماع له من أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه تبارك وتعالى، والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى، فقد قال الله تعالى: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا {الأحزاب:35}، وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما: أنهما شهداً على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده.

وأما الذكر الجماعي فهو من البدع المحدثة التي ينبغي للمسلم أن يتجنبها، وسبق بيان الفرق بين الذكر الجماعي والاجتماع للذكر، في الفتوى رقم: 50497.

وأما الكيفية المذكورة فهي من البدع، لعدم ورودها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الصحابة رضوان الله عليهم، ولذلك فإن على المسلم أن يتجنبها ويكثر من ذكر الله تعالى كما أمره، وقد سبق بيان حكم الذكر الجماعي وأقوال أهل العلم فيه وأدلتهم في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8381، 1000، 17309، 31621.

وفيما يخص الكتب التي تتحدث عن هذا الموضوع وتمييز السنة عن البدعة فهي كثيرة، ولكننا ننصحك بكتاب الاعتصام للشاطبي فستجد فيه كل ما تحتاجه في هذا الموضوع إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني