الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء العبد ربه أن يوفقه للفوز بجائزة محرمة

السؤال

أرجو الإجابة على سؤالي التالي :
أنا أدعو الله وبقلب صادق ليل نهار أن يوفقني وأحصل على جائزة ثمينة مبلغها بالملايين، وقد اشتركت بها مثل غيري لكن ممول الجائزة جهة يقوم عليها، ويديرها نفر من اليهود والنصارى، ومن شروطها أن أشتري تذاكر كل شهر، وعلي أن أشارك حتى يطابق رقم تذكرتي الرقم الفائز المعلن عنه في كل شهر. ولي الخيار في الانسحاب إن أحببت.
فهل دعائي وتضرعي لله في هذا الشأن مقبول وجائز ؟ علما أنني استخرت الله ورجوته أن يقتطع لي من أموالهم لسد حاجتي، وأصرف جزءا منه بمشاريع إعلامية موجهه للغرب لخدمة ديني ونصرة نبينا صلى الله عليه وسلم ومازلت مستمرا معهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاشتراك في الجائزة المذكورة حرام شرعا، لأنه نوع من الميسر والقمار الذي حرمه الله عز وجل، وقرنه بالخمر والأوثان فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .{المائدة:90}

فالواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل، والاقلاع عن الاشتراك في هذه الجائزة فورا.

وأما عن دعائك الله بأن يوفقك للفوز بالجائزة هذه فهو اعتداء في الدعاء لأنه دعاء بإثم.

فالواقع أنك في دعائك تقول: اللهم وفقني في تناول الحرام، ولا ريب أن هذا غير جائز، وأنه سوء أدب مع الله تعالى، وبالتالي فهو غير مستجاب لما ثبت أن الله تعالى يستجيب الدعاء ما لم يكن بإثم أو قطيعة رحم.

وبالنسبة لنيتك الطيبة في التبرع بجزء من الجائزة فلتعلم :أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الخير لا يتوصل إليه بما حرم الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني