الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ راتب شهري من جمعية خيرية لإكمال الدراسة

السؤال

هل سآثم إذا أخذت من الجمعية الخيرية دخلا شهريا لإكمال دراستي، وأنا أرملة. مع العلم أني أعيش في منزل والدي ولا ينقصني شيء، ولكني لا أحب أن أطلب منه إذا احتجت بسبب مصاريف إخواني وزوجته وراتبه قليل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان ما ستأخذينه من الجمعية مال زكاة، فقد اشترط من يجيزون دفع الزكاة لطالب العلم شروطا وهي:

أولها: أن يكون العلم الذي اشتغل به من العلوم الشرعية، أو ما كان من فروض الكفايات كعلوم الطب والحساب ونحوها.
ثانيها: أن يكون فقيرا محتاجا، فلا تعطى الزكاة لغني، ولا لقادر مكتسب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي. رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وهذا مذهب الشافعية والحنابلة.
ثالثها: أن يكون اشتغاله بالكسب يمنعه ويحول بينه وبين طلب العلم، وأما إذا كان ما ستأخذينه من الجمعية مال صدقة، فباب الصدقة واسع.

وعلى كل حال، يجب عليك إخبار القائمين على الجمعية بحالك وحال العلم الذي تدرسينه؛ لأن القائمين على الجمعيات الخيرية ما هم إلا وكلاء عن المتبرعين في توزيع ما أخرجوه من مال، فيجب عليهم الالتزام بشروط المتبرعين حتى لا يضعوا تبرعاتهم في غير مواضعها.

وإن استطعت الجمع بين طلبك للعلم وبين عمل مناسب لأنوثتك وليس فيه مخالفات شرعية لتتعففي به عن أخذ المال من الجمعية فهو أفضل. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 67249، والفتوى رقم: 58739.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني