الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجه نقصان دين وعقل المرأة

السؤال

كنت في يوم من الأيام ماشيا مع صديق لي، وفتاة تدرس معنا تخاف العودة وحدها لكون الطريق غير آمنة
هذه الأيام. نسال الله أن يهدينا وينجينا.
في لحظة معينة فكر صديقي في شيء ما، وبدأ يضحك ثم قال: النساء ناقصات عقل ودين.
فبدا لي أن الفتاة غضبت، فقلت: إن النساء ناقصات عقل لأنهن عندما تكن حاملات تفقدن جزءا من الذاكرة و التركيز، وناقصات دين لأنهن تسقط عنهن بعض الفرائض في حالات معينة كالحيض.
فقالت لي الفتاة شكرا.
فهل بتفسيري لهذا الحديث أنا على صواب ؟ وهل علي من ذنوب ؟ وكيف علي القضاء ؟
جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأولا: ننبه السائل إلى خطر الاختلاط والحديث مع النساء بلا حاجة، وانظر الفتاوى الآتية أرقامها: 31656، 29990، 2523

وعليك نصح زميلك بعدم المزاح مع النساء وعدم الاستدلال بالنصوص في غير مواضعها، ففي هذا إساءة إلى النصوص وفتنة للناس.

ثانيا: تفسيرك صحيح باستثناء قولك: إن النساء ناقصات عقل لأنهن عندما تكن حاملات يفقدن جزءا من الذاكرة والتركيز، وذلك لأن الحديث عام في فترة الحمل وغيرها، ونقصان عقل ودين المرأة قد تولى تفسيره النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيحي البخاري ومسلم قال: أليس شهادة المرأة ‏مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها.‏ أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟‏ قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان دينها. ‏متفق عليه

وقد نبه الله تعالى إلى السبب الذي جعل من أجله شهادة المرأة على الضعف من شهادة ‏الرجل فقال: أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى. {البقرة:282}. وهذا عام في ‏فترة الحمل وغيرها.‏

ومما يتعلق بهذا الأمر ما ذكره الشيخ الزنداني أن العلم الحديث قد اكتشف أن لكل من الرجل والمرأة مركزين، مركزاً للكلام ومركزاً للتذكر، وأن الرجل إذا تكلم عمل واحد وبقي الآخر للتذكر، وأما المرأة فإذا تكلمت عمل المركزان، ولذا لا تستطيع التذكر التام لما تشهد به، فتذكرها أختها لئلا يفوت مقصود الشهادة.

وأما نقصان الدين فهو لما يفوتها من العبادة في أيام حيضها. فهو نقصان بالنسبة لأهل ‏الكمال.‏

قال النووي- رحمه الله- في شرحه على صحيح مسلم:

نقص الدين قد يكون على وجه يأثم به ، كمن ترك الصلاة أو الصوم أو غيرهما من العبادات الواجبة عليه بلا عذر، وقد يكون على وجه لا إثم فيه، كمن ترك الجمعة أو الغزو أو غير ذلك مما لا يجب عليه لعذر، وقد يكون على وجه هو مكلف به كترك الحائض الصلاة والصوم.

فلعل تفسير الحديث التبس عليك أثناء كلامك، ولم تكن متعمدا لهذا الخطأ، وعلى ذلك فلا إثم عليك إن شاء الله، ونوصيك بتحري الدقة عند الكلام في أمور الدين وغيرها.

وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 95486.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني